الثلاثاء، 17 أبريل 2012

سيّد الكلب


 قبل 12 عاما أو أكثر قليلا .. شاركت بهذه القصة في إحدى المسابقات العربية..
...
بعد أشهر وردني اتصال أنها فازت بالمركز الأول
بعد أيام وردني اتصال أنها فازت بالمركز الثاني
ثم مرت فترة صمت طويلة لم تعلن فيه النتائج
....
بعد عدة أشهر.. صدر كتاب يضم القصص الفائزة فكانت في الكتاب في المركز االثالث.
ولم يتم بعد ذلك شيء آخر...
لم اتسلم أي كتاب ولا إفادة ولا برقية



!!
القصة.. تحمل عنوان (سيد الكلب) لأن الكثير من الناس ينشغلون بالنباح.. وينسون من يتحكم به!!


القصة:
.
.
.
.






 * لا أمان في أميركا.. فرجل في مركب مقابل
نيويـورك قد يقذفها بقنبلة كي يدخل الجـنـة
آرثر ميلر



«1»

أصوات الكلاب الضالة التي كان يستأنس بها سكان الحي ليلاً أو ينزعجون.. تلاشت شيئاً فشيئاً.
فلم تعد الأرض - بعد انتشار العمران - تسع ذلك الضلال.
عمّ الهدوء الليل.. إلا من أفكار بدأت تغزو العقول، كتنويع على ذلك النباح الذي كان لا يفسح المجال للأفكار.

«2»

«المخبولة»...
منطقة في الجنوب.
قيل إنها سمّيت كذلك اشتقاقاً من «الخبل».. لأنها أرض مرتفعة، حالما يسقط عليها المطر توزعه على المناطق حولها، فلا تجني من خيره شيئاً.
ولأنها تعطي خيرها لغيرها.. سُميّت.

«3»

فور أن تدخلها، تشعر أنك تدخل منطقة محايدة يختلط فيها بياض الدشاديش والغتر، برائحة بهارات الهنود، وطموحات المقيمين العرب بالعودة.
ورفاهية الخبراء الأميركيين الذين يختلفون بشيئين: شقرتهم، ورياضة المشي التي يمارسونها مساءً غالباً، وصباحاً أحياناً، وما يلفت أن كثيراً منهم ترافقهم في الرياضة كلابهم بهيجة الأشكال.

«4»

يلفت نظرك أيضاً رعاة الغنم، وهم يجوبون أطراف المدينة بقطعانهم، فما جادت به «المخبولة» حولها حفّها بالعشب من جهات ثلاث، والبحر في الرابعة.

«5»

قالت لي ابنتي: لم لا نسكن معهم؟
حاولت أن أقول: لأن لنا طريقة في الحياة لا تناسبهم،ولهم طريقة لا تناسبنا.
«كانت تطالعني.. تنتظر الإجابة...».

«6»

«المخبولة» تفتح عينيها صباحاً على وجه البحر.
أمر أمام المجمعّ الأميركي، متجها إلى الساحل، ولابد من الالتفات إلى الجهة المقابلة حيث الساحة الكبيرة، الأشبه بقطعة برّية مجتزأة من الصحراء ومنقولة إلى المدينة.
في كل صباح يلفت نظرك الكلب الصغير.. الجميل كأرنب بري. مربوطاً بطوق يصل طرفه إلى يد الرجل الآسيوي الموظف لدى الأميركي كي يتابع شؤون الكلب.
هذه الفترة مخصصة لسياحة الكلب. ينط، يركض، يشمّ، ينقلب مداعباً بعض الفراشات ونباتات البر.
ثم يلج المجمع مع راعيه.. بعد ساعة أو نحوها.

«7»

كل يوم تطلب مني ابنتي أن نترجل قليلاً لتشاهد الكلب الصغير عن قرب.
وافقت.. لكن الأمر انقلب إلى غم.
فالصغيرة مدت يدها إلى الكلب بغتة، وهي تحمل ورقة من نبات الأرض، التهمها فوراً.
لم أستغرب من كلب يأكل نباتاً، بل من حارس الكلب الآسيوي الذي ثار فجأة.
حتى كاد يصفع الصغيرة. معللاً أن النبتة قد تحمل فيروساً أو بكتيريا، تسمم الكلب، ولو علم الأمريكي أن كلبه أكل ما ليس مخصصاً له من طعام، سينتقم من حارسه الآسيوي.
ابتعدت. ولم أنتبه لابنتي وهي تسأل عن غضب حارس الكلب.

«8»

اكتفت الصغيرة بالنظر إليه من نافذة السيارة، ونحن نروح ونغدو، وهو يكبر مع الأيام ويتخلى عن وبره الجميل الذي كان يغطيه.
وكلما كبر.. كبرت مساحة اللهو التي يحتلها، ويمعن في الابتعاد، حتى يضطر صبية الحارة أن يفسحوا له ويتركوا المساحات الخضراء، خوفاً منه، ومن حارسه، ومن مالكه.
أما ابنتي فأصبحت تصاب بالرعب عند رؤيته، وتنكمش على نفسها صامتة، بل إنه أخذ يزورها في أحلام النوم!
صار الكلب يكثر من نباحه، فيفّر المارة.
أخذ يتسلق أسوار المنازل، وتزداد حالات اعتدائه على الأطفال غالباً، والكبار أحياناً.
وربما يصعد فوق سطح أي منزل يشاء.. وينبح ثم يعوي بينما حارسه يقف خلفه بكبرياء.
بدأت البيوت تخلو شيئاً فشيئاً، فصار يمشي وحارسه بين أزقة الحارة بحثاً عن منزل مأهول.. من أجل الدخول ثم العواء فوق السطح.

«9»

منذ لحظة ظهور الكلب، حتى فراغ «المخبولة» تدريجياً من أهلها. لم يحدث أن شاهد أحدنا مالك الكلب الأميركي.
مع أن البعض كان يؤكد أنه رأى ذلك الأميركي.. فوق سطح مجمعه السكني يعوي كما يفعل كلبه. بينما قال بعض آخر إنهم شاهدوه مرة يتجول وكلبه وحارسه في مدينة مجاورة!!

ذاكرة الجدران





تركتُه
فَلِمَ تعودُ إليه؟
هل تنتظر الجدران ترحّب بك؟
بعينين تستجلبان الدمع تطالع. وحنين يخفق بالقلب.. تتذكر.
تدور حوله.
هنا موقف سيارتك. هنا خطواتك.
هذه الأرض تعرف خفّة قدميك.
هذا الباب.. يتذكر أصابعك.
تعرف المفتاح، تعرفُ فَطْر الحائط عند جانب صالة الاستقبال الأيمن.
تعرف طلاء الشباك.
تعرف الدرجة الخامسة من السّلّم.. المكسورة منذ زمن، كنت تمشي ليلاً بلا إضاءة... وتعرف كيف تتجنّبها. أوراق الطماطم التي نَمَت من تلقاء ذاتها، وشجرة البرتقال الحامض.. التي خيّبت كل محاولاتك أن تطرح برتقالاً حلواً، تعرف سعة غرفتك، وضيق الممّر المؤدّي إلى غرفة أطفالك.
تعرف أين سقط ولدك مرة.. وتعرف لون مقبض باب المسبح التي كان يتعلقّ فيها فتنهره.
تركت هنا: «ذاكرة.. وبوصلةً.. وقلباً يرتجف».
فهل يعرف سكّانه الجدد؟
هل يعرفهم؟!
تودّ لو تقترب من صاحبه الجديد (ما أمرّ أن تصبح صاحبه القديم) فتقول له: أوصيك بالجدران، بمسمار الحائط الذي يحمل الساعة، أوصيك بمفاتيح الإضاءة، وأوصيك بموضع صلاتي.
توشك أن تقترب، فيطالعك باندهاش.
توشك أن تقول له: لا تعرفني، لكن هذا البيت يعرفني. اسأله سيقول لك!
سيردّ عليك: لكنك بعته.. فلم تعود إليه؟
ماذا ستقول؟
هل تعتذر لأرض تخلّيت عنها؟!

بعض الذكريات المصورة


في لجنة تحكيم برنامج شاعر العرب - الكويت


 في ندوة أقيمت في مهرجان الدوحة الثقافي شاركني الحديث فيها مدير قناة الساحة
الصالون الثقافي - فندق شيراتون الدوحة



حوار مع رجل الأعمال عبدالعزيز البابطين في مكتبه في الكويت



مع ولدي باسل أستقبل مشاعر المحبين في أبوظبي بعد نهاية إحدى حلقات شاعر المليون


بين الشيخ مشاري العفاسي والشاعر حامد زيد في فندق كراون بلازا في الكويت


مع الشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح في القصر الأبيض - الكويت


حديث مع خالد الشيخ  عام 1996 فندق الدبلومات في المنامة


في منزل الأمير سعود بن عبدالله في جدة 2003



في مزرعة الأمير بدر بن عبدالمحسن (الخالدية) في الرياض


الشاعر عطا الله فرحان في ضيافتي في مكتب مجلة المختلف


مع بوسعود في مكتبه في في شارع فهد السالم في الكويت

ذاكرة الكاميرا

















من صور محاضرة بعنوان (تساؤلات في الإعلام) ألقيتها من واقع تجربتي الإعلامية - أقامها منتدى القلم النسائي بالتعاون مع مجلة البشرى 2009