الثلاثاء، 15 مايو 2012

الإصلاح الأخلاقي يا جلالة الملك


علي المسعودي
@allmasoudi



لا أنسى تلك الساعات التي قضيتها قبل 5 سنوات في مجلس جلالة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وفقه الله، وكم كانت مفاجأتي عندما دخلت متأخرا قليلا عن زملائي الضيوف فلم أجد مكانا، فابتعدت إلى آخر المجلس لأفاجأ بجلالة الملك يناديني باسمي: (علي.. تعال هنا)، وأجلسني بالقرب منه،
ودارت حكايات كثيرة.. قال فيها الملك بعض ذكرياته اللطيفة والمفيدة
كان يحكي كأنه يجلس بين أسرته.. ولا أنسى طعم القهوة.. والشاي المميز الذي يقدم بفناجين القهوة..
  ثم انتقلنا إلى مائدة العشاء فأجلسني عن يمينه.
كان لطيفا متواضعا حسن المعشر، تشعر ببساطته وألفته وتكسر معه كل الحواجز ليبقى الاحترام والمهابة..
...
 ومن منطلق هذا الإحساس بالمحبة الكبيرة لشعب البحرين الطيب ولأرض البحرين الرائعة ولمليكها الكريم.. أوجه رسالة لجلالته أكتبها بقلب يمتلئ غيرة على أرض مسلمة عربية، وعلى شعب عربي أبي، وهي ذاتها الرسالة التي وجهها الشيخ حسن الحسيني في لقائه مع الإعلامي عبدالله المديفر.. وعبر من خلالها عن معاناة أي بحريني يأتيه ضيف غيور فيحتار في أي فندق يضعه.. لأن كثير من الفنادق غالبا هي خمارات أو أفرع خمارات، ومراقص ورقاصات، ومشاريع ليلة حرام ، عندما تنتهي الليلة، فيأخذ كل من الثمالى بضاعته بيمينه وكتابه بشماله!
.. وألبحرين اليوم هي في أمس الحاجة إلى العون من الله..

 ونعرف البحرين هي (دار الأجاويد) التي يجب أن يقصدها المسافر لفعل خير وجود وكرم
الإصلاح الأخلاقي أولوية وهو سابق للإصلاح السياسي، وكم مرة جئت للبحرين فتمنيت ألا أرى فيها مناظر تؤذي النفس.. وبالمعاصي يعم البلاء، وبالتوبة وتطهير النفس تحل الرحمة.
جلالة ملك البحرين  معروف بميله إلى الحق، وحبه النصيحة الصادقة، وحوله رجال صادقون يحبون له الخير، ولديه من النظر الثاقب ما يقبل به الحق..
أما من يهولون في تبعات منع المراقص والخمور وأثرها على الاقتصاد والسياحة، فهم يتجاهلون ان هذا الفعل لا يليق بكرامة البحرينيين، وشرف المسلمين الغيورين والعوائل الكريمة..

حفظ الله البحرين واهلها ووفق قيادتها الى الخير.

الثلاثاء، 8 مايو 2012

عندما نخجل من "لحانا"..!!



تفخر دول أوروبا بديانتها المسيحية وترمز إلى ذلك الاعتزاز بحرصها على أن يكون الصليب ظاهرا بشكل أو بآخر وبوضوح تام في أعلامها.. فالعلم الأميركي والعلم البريطاني والدنماركي وغيرها كثير من أعلام دول العالم الأول تبنى على الحضور القوي لرمز الصليب..
ثم يتجاوز الاعتزاز بالرمز إلى الاعتزاز بالوجود الفعلي لسطوة الدين من خلال الفاتيكان وبابا الفاتيكان الذي يمثل حضوره مهابة كبيرة في دول العالم المسيحي، لايجرؤ أحد أن  يمس شعرة من
هذا المقام السامي!
أيضا تعتز إسرائيل بدينها اعتزازا أكبر من ذلك.. من خلال اسم الدولة «إسرائيل» وهو النبي يعقوب عليه السلام، مما يعطي الدولة رسوخا في الوجود الوجداني المعتقدي لدى أهلها، تعزز ذلك بحضور نجمة داود المزعومة وما تمثله من أبعاد ديني في علمها، ثم ترسخ هذا الاتجاه الديني بقضيتها الأساسية التي تنطلق من وإلى بحثها عن هيكل النبي سليمان عليه السلام الذي تدعي أنه موجود تحت أرض المسجد الأقصى.. ولذلك فإن وجودها أصلا منطلق من كونها دولة دينية تمجد حائط المبكى، وتعطي الحاخامات قداسة وحضورا في كل المشاهد السياسية والثقافية والاجتماعية.
ثم تبرز إيران في حضورها الديني اللافت.. فهي الدولة الوحيدة اليوم في العالم الإسلامي التي تسمي نفسها جمهورية «إسلامية» وتجاهر بحضورها الديني ومعتقدها المذهبي، وتدعي أن منطلقاتها هي منطلقات المعتقد الشيعي البحت الذي يقع فيه المرشد الأعلى موقعا روحيا، وتروج لفكرة أن المهدي المنتظر موجه رئيس لها.. فهي تقوم على سياسة يمليها عليها حجة الزمان المهدي المنتظر المختبيء في كهفه السري، ويعطي سياسيوها خطبة الجمعة بعدا وحضورا كبيرين.. 
وفي ظل هذا الحضور الديني الكبير لدى دول الواجهة في عالم القوى الكبرى، تحاول الدول العربية أن يتوارى دينها عن المشهد السياسي فتخجل أن تظهر بدينها أمام العالم، ويهاجم العلمانيون الجدد دين أمهاتهم وآبائهم الذي ترعرعوا في حضنه، ويقسم القياديون أن دولهم هي دول مدنية لا دينية.. تخجل من اللحية، وتخجل من الفتوى، وتخجل من تسمية الأسماء بمسمياتها، وتخجل من إيراد آية قرآنية أو حديث في محفل دولي عام.. ويغيب قياديوها عن أي حضور في منابر الجمعة أو صلاة في المسجد «سوى صلاة العيد.. وفي إصرارهم على حضور هذا الصلاة بالذات استفهام كبير!»
ذلك أن حضوربعض القادة هو حضور دنيوي بحت.. فهم يقودون دولا علمانية أكثر إخلاصا للعلمنة من النموذج التركي القديم.. وإن لم يكن ذلك ظاهرا... مع استثناء وحيد!
سؤال يطرح نفسه: من هو آخر قائد عربي ألقى بنفسه خطبة الجمعة؟
(ومن يهن الله فما له من مكرم)!

السبت، 5 مايو 2012

موبايلك.. نسخة الكترونية من عقلك!




 يهفهف سعد علوش بهذا البيت الأنيق:

(من قبل لا اسوّي مشاكل مع الناس...
عندي مع نفسي مشاكل كثيرة)

يقول "سعد" لي ولك :  لا تنشغل بمشاكلك مع الآخرين، لا تضيع عمرك في عيوب الناس... فلديك الكثير، انشغل به.
...هيا نفتح محضر التحقيق في الهاتف.
فلو تم القاء القبض على شخص ما.. فإن "موبايله" سيكون من أهم المستندات التي تدينه أو تساعد في  تبرئته.
وياما جرائم كشفتها الهواتف..
وياما مستور فضحه التلفون
امسك الجهاز... طالع الأرقام المحفوظة فيه وحدد نوعية الأشخاص.
هناك من هو مهووس في حفظ أرقام الشخصيات المعروفة... حتى لو لم تربطه بهم علاقة... لإشعار نفسه بأهمية ما، وقد يخبر من يجالسه أنه يعرف ذلك الرجل المشهور... والدليل: هذا رقمه عندي!
 
هناك من هو مشغول بمعرفة أرقام الفنانين والفنانات.
وهذه مشكلة سهلة مقارنة بمشكلة كان يعاني منها صديق ،يحكي لي:
لو شاهدت تلفوني في تلك الأيام؟
أصدق وصف ينطبق عليه أنه "ماخور"!
كنت مهووسا بجمع لقطات الفيديو المصورة : مشهد خاص لهند البلوشي، مقطع نار لسمية الخشاب... (هذه عناوين لم تعد تخفى على أحد... وهي إن لم تذهب إليها... ستأتيك رغما عنك)
قلت له: وماذا تحوي تلك المشاهد بالضبط؟
نظر لي بسخرية: تستعبط؟
ماذا تتوقع مثلا لفنانة مهنتها الهوى... هل تتوقع شرح أحكام الطهارة لشذى حسون... أم محاضرة عن سيرة ابن هشام تلقيها الداعية "أحلام"؟... 
قلت له: وكيف حدث التحوّل؟
قال: غفوت يوما إغفاءة سريعة... ثم صحوت لأجد ابنتي ذات الأربع سنوات تعبث بهاتفي وتطالع أحد تلك المشاهد.
كان منظرها غريبا..
وكنتُ مجرما بامتياز.
كان ذلك انذارا إلهيا... قمت بعده مباشرة بحرق التلفون.
كان من السهل أن أتخلص من قذارة مخزونة الجهاز.
لكن المرحلة الصعبة كانت في التخلص من الأفكار القذرة المخزونة فب عقلي.
وبعد أن أعانني الله على الكثير من خطاياي..
فتحت هاتفي على مسج من صديق أحترمه... وفي المسج رابط... ذهلت وأنا أطالعه... منظر يفتك بكل مسكين يدعو الله ليلا ونهارا أن يحفظه في دينه..
على الفور اتصلت ... السلام عليك ابوعبدالله.
- ياهلا  بالغالي... شالساعة المباركة؟
قلت: أخي اعلم أنك أفضل مني خلقا واوسع علما..و لكن المقطع الذي ارسلته سيكون وبالا عليك... وعليّ، فأنا في حالة جهاد مع نفسي.
اذا كنت طالعته واستمتعت به بشكل ما من حيث ان في الذنب متعة وقتية.. ما الذي تستفيده وأنت تغوي به الناس..
هل  تعلم ماذا يسمون الذي يوزع المتعة الحرام... ؟
ياخي  ارحم نفسك وارحمنا.
خجل ابو عبدالله واعتذر.. وقطع كافة اشكال الرسائل التي يرسلها لي بما فيها أدعية الجمعة المعتادة... الله يجزاه خير كف عني الشر والخيرمعا!
هناك من جعلوا من هواتفهم مواخير لكل لقطات الزنى والفحش والفجور والملاهي والمراقص... منهم مراهقون ومنهم شباب ومنهم رجال متزوجون... ومنهم شيبان في "تالي العمر" لم يردعهم السن وهزال الجسد... ومنهم فتيات ونساء يعلمن أولادهن الحشمة وبناتهن العفة ويختبئن في اركان خفية يطالعن مشاهد لخلفيات هيفاء وهبي وسيقان ميريام فارس، والكل أصبح خبير في هذه الامور، فلم يعد في الأمر سر، 

لقد اصبحت الفاحشة مشاع ولا تحتاج الى تلصص.
يقول لي صديق ملتزم: يااخي انا كنت لا اطالع في التلفزيون الا الاخبار...
أما الآن فإن الفتنة غزت حتى الاخبار .. فكيف تطالع وتغض بصرك - في الوقت نفسه - عن حقن  ريم صوالحة بكمية سيليكون مبالغة.. وكيف تتابع أخبار الجزيرة دون أن تتابع تسريحات ايمان بنورة... حديثنا عن الهاتف لا عن التلفزيون، وإن تداخلت الأمور ببعضها.

قال مالك بن دينار: (رحم الله عبدا قال لنفسه..ألست صاحبة كذا، ثم ذمها، ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائدا..(هاتفك هو مرآتك
غريب هذا الجهاز الذي  يحدد شخصيتك>>

هناك من يخجل من أن يحمل نوعا قديما من الأجهزة من نوعية (جهاز أبو ليت) مثلا.. أمام ثورة الآيفون والبلاك بيري
لا لسبب إلا لأن الشخصية وصورتها لدى الآخرين... مرتبطة بالنوع الذي تحمله يدك من موبايل.
لكن ماذا عن المحتوى:
في المسجات .. هناك من تفتح موبايله فلا تجد الا ذكر الله والعلم الغانم وصلة الرحم بينه وبين اهله.. حتى وان تطفل احدهم وارسل شيئا مخلا... يحرص ان يجعل هاتفه دائما نظيف... لأنه شخص نظيف.
هناك من جعل من نكت المحشش شغله الشاغل... يضحك ويرسل.
وهناك من جعل هتك ستر الناس قاعدة في مسجاته.
وهناك من جعل التهكهم على القبائل همه اليومي.

قال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وقال رسوله: (وهل يكب الناس على مناخرهم الا حصائد السنتهم)؟ 
هل فكرت ان يكون هاتفك مشرِّفاً ... تصون فيه اسمك وشرف عائلتك.
قبل عدة أعوام دعاني لوليمة عشاء، مدير مكتب المسؤول الأول في دولة خليجية.
جلس بجانبي وبدأ يفتح لي بفرح وفخر صور فتيات يحتفظ بها في موبايله (إي والله هذا ما حصل)..
وسألت نفسي: كيف لهذا الذي كشف ستر بنات الناس أن يؤتمن على مكتب مسؤول الدولة؟
وهل يدل هذا الشخص على شخصية المسؤول...
... وهل ياترى سيشن حملة تنظيف على تلفونه؟
وياترى لو دخل احدهم إلى منزل وسرق كل هواتف أهل البيت... ماذا يكتشف ؟
نصيحة من أخ لك يحبك..

ابدأ..
نظف... من الآن 
نظفي من الآن..
كل كلمة في هاتفك انت مسؤول عنها أمام الله
كل صورة ترسلها..
كل نكته تبعثها... محفوظة في صحيفة يدوّن كتبتـُها كل شيء... وسيقرأونه عليك في يوم قريب جدا.. جدا.
 
 
ماذا تخزن فيه من صور ولقطات وفيديو... ما اسمك في البلوتوث وتويتر، ماهي صورتك في البروفايل ، ما شعارك في الواتس أب؟. 
ما نوع المسجات التي تتلقاها؟ وماالذي ترده من تغريداتك؟
من هم الأشخاص الذين تحتفظ بأرقامهم في أجندة الهاتف؟.
هل هذه أسئلة عادية؟
هل تخزن في موبايلك (أشخاص) بأسماء غير اسمائهم؟
هل يزعجك أن تقلب زوجك (زوجتك، اختك، اخوك) هاتفك... ام ان ذلك لا يشعرك بخوف ما؟ (بغض النظر عن الخصوصيات الطبيعية)؟!
هل لديك مكالمات تحرص على سريتها...؟
قالَ الحسنُ:"إنَّ العبدَ لا يزالُ بخيرٍ مَا كانَ لهُ واعِظٌ مِن نفسِهِ ، وكانتِ المحاسبةُ مِن همَّتِهِ"