لقاء اجراه علي المسعودي مع رجل الاعمال الاماراتي جمعة الماجد ونشر في مجلة الكويت
العدد 259 | 2005-05-01
http://www.kuwaitmag.com/index.jsp?inc=5&id=71&pid=2054
في عام 1948... أي قبل 56 عاماً من الآن، كنت
أحضر إلى الكويت، مثلي مثل الكثيرين من أبناء بلدي وأبناء دول الخليج، وذلك بغرض
التسوق وشراء البضائع من الأسواق الكويتية... أما الآن... فإن الكويتيين أصبحوا هم
الذين يأتون إلينا ليشتروا بضائعهم من «دبي».
هكذا يختصر رجل الأعمال الإماراتي «جمعة
الماجد» التحول التجاري الكبير في المنطقة، مؤكداً أن فكرة الانفتاح على الآخر هي
الخطوة الأهم في إعادة بناء أي بلد... اقتصادياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً.
ويطالب جمعة الماجد بحرية التعليم، وحرية حركة
السوق، وحرية الطيران... كأساسيات بديهية لمواكبة التغير العالمي الكبير.
ورغم مطالبته بالحرية والانفتاح، إلا أن رجل الأعمال
الإماراتي من المنادين والعاملين في مجال حفظ التراث، ليس المحلي فقط، بل العالمي
أيضاً، ففي عام 1991 قام بتأسيس «مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث» بهدف الاهتمام
بالفكر والثقافة والتراث العربي والإسلامي، ورعاية الإبداعات الفكرية، والمحافظة
على النتاج الإنساني بكل أشكاله، وينشط المركز في اقتناء المخطوطات والكتب
النادرة، حيث تبلغ مقتنياته حالياً أكثر من نصف مليون مادة من بينها 350 ألف كتاب
و50 ألف مخطوطة نادرة تم حفظها على المايكروفيلم، وثمانية آلاف رسالة دكتوراه
وماجستير في تخصصات مختلفة، وجميع هذه المواد متوفرة للباحث والمهتم أينما كان،
حيث يوفرها له المركز بالمجان، ولا يدفع سوى رسوم البريد.
ويصدر المركز مطبوعة دورية عن هذه المواد،
تتناول موضوعات الكتب والمخطوطات المتوفرة، كما يشتري المركز مكتبات الأدباء،
ويؤكد جمعة الماجد أن الكتب المتوفرة في هذا المركز لا تتوفر في مكان آخر، كما أن
المركز يقوم بطباعة الكتب ويوفرها للباحثين.
وعن دوره الثقافي يقول جمعة الماجد: أنا لا
أتابع الثقافة بشكل جيد، لأنني تاجر في المقام الأول، ودوري الثقافي هو أن أدعم
الثقافة، وأنشرها وأشجع المثقف.
وكان الماجد قد أنشأ في الإمارات جامعة هي
الأولى من نوعها في المنطقة، يدرس فيها الطلبة بالمجان كباقي جامعات دول الخليج،
وتضع هذه الجامعة مادة اللغة العربية كعمود فقري للتعليم، وعن هدفه من إنشاء هذه
الجامعة قال: المال مثلما هو نعمة... هو أيضاً ابتلاء، وأنا أريد الجزاء من ربي،
وأريد أن يذكرني الناس بالخير.
وعن استعداده لدعم الثقافة وتشجيع المثقف من
خلال جائزة سنوية شبيهة بجائزة سلطان العويس، يجيب الماجد: أنا لا أقلد، ولكني
أبتكر، فجائزة العويس للعويس، وكل رجل أعمال يرى الشكل المناسب الذي يدعم من خلاله
الثقافة والمثقف، وليس بالضرورة، أن يكون ذلك من خلال جائزة مالية.
جدير بالذكر أن جمعة الماجد قد حصل على جائزة
سلطان بن علي العويس بصفته شخصية العام الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة
في العام 1992.
كما حصل الماجد على الكثير من الجوائز
والشهادات العربية والعالمية، منها جائزة دبي للجودة كرجل أعمال العام من قبل
الشيخ محمد بن راشد المكتوم 1994.
وحصل كذلك على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة
الإسلام عام 1998، كما كرمته وزارة العدل الكويتية نظير دوره في إيواء الكثير من
الكويتيين أثناء احتلال الكويت عام 1990، ولدوره في تأسيس لجنة الإخاء الإماراتية،
وأيضاً حصل على جائزة الشخصية الدولية لخدمة الثقافة والتراث من قبل الرئيس المصري
حسني مبارك عام 2000، سبقتها شهادة فخرية من المجلس العلمي بجامعة سان بطرسبرغ
تكريماً لدوره في الحفاظ على التراث الإسلامي.
ورغم تبني «جمعة الماجد» لفكرة الانفتاح
والحرية بشكلها الواسع، إلا أنه في الجانب الديني يدعو إلى عدم تجاوز حدود
التعاليم الإسلامية، ومن تجاربه في هذا المجال أنه افتتح فندقاً كبيراً بإدارة
هندية، لأن الشركات الغربية المتخصصة رفضت إدارته بلا مشروبات كحولية.
ويطالب «جمعة الماجد» الكويت بتطبيق حرية
التجارة، بمزيد من الانفتاح، ويركز بذلك على الاقتصاد الذي يعتبره عصب التطور،
ويجب أن تكون السياسة في خدمته، فعلى السياسة ألا تعرقل الاقتصاد، فقد رأينا كيف
تخلفت الدول العربية التي سخرت الاقتصاد لخدمة السياسة، ويشير الماجد إلى أن على
مجلس الأمة الكويتي، أن يكون في خدمة البشر لا أن يتحكم فيهم، فهناك قرارات
اقتصادية تحتم السرعة، وكثرة تداول النقاش فيها يقتلها، وهناك قرارات فورية يجب أن
تصدر لمواكبة تطور التجارة العالمية، فالكويت هي عضو في مجلس التعاون، وليس من
المقبول أن يتخلف اقتصادها عن اقتصاديات الدول الخليجية الأخرى.
وعن التكامل الاقتصادي في دول الخليج، يكشف
الماجد أن دولة الإمارات تسعى إليه بحماس، لكن هناك دولاً أخرى مازالت مغلقة،
والمشكلة تكمن في بعض الدوائر التنفيذية التي تشكل عقبة وتعرقل القرارات، وقد لا
تتوفر آليات فعالة للتنفيذ، ويشير «الماجد» إلى ما تم في الخليج عام 1997، من
توقيع على تحرير قطاع البنوك لجهة السماح بفتح فروع خليجية، وذلك على مستوى
القادة، لكن الكويت تباطأت في تنفيذ هذه الاتفاقية.
ويطالب «الماجد» الكويت مرة أخرى بفتح المجال
للعمل الخاص بشكل أكبر، فالطيران الكويتي مازال لا تتوفر له الحرية الكبيرة،
وبداية العمل الخاص فكرة مشجعة بدأتها الكويت الآن، رغم أني أعرف هاجس الكويت
الأمني، لكن كل دول العالم الآن لديها هذا الهاجس الأمني، إلا أن ذلك لا يمنعها من
الانتباه إلى الانفتاح الاقتصادي، فالكويت كانت يوماً ما هي الأكثر ازدهاراً في
مجال التجارة، ثم أخذت مكانها دبي وإيران.
ويضيف الماجد: وأعتقد أن تحرير البلاد من
الإجراءات المعقدة والبيروقراطية، هي النقطة الأهم في الازدهار الاقتصادي، فتسهيل
الإجراءات هو المفتاح الأول لمثل هذا العمل، مثل تحديث الموانىء، والمرافق، وتسهيل
دخول الزوار الأجانب، فالهاجس الأمني يجب ألا نتركه يخنق البلد.
وفي مجال التعليم ينادي الماجد بعمل مماثل،
فتجربة الجامعة العربية المفتوحة عمل جيد ينعش التعليم إذا كانت شهادة هذه الجامعة
معترفاً بها في دول العالم، ويشيد جمعة الماجد بالبورصة الكويتية فازدهارها يسر
الخليجيين ويستقطبهم إليها، فالكويت تملك خبرة عريقة في هذا المجال. < <
بعض من مسؤوليات جمعة الماجد
ـ مؤسس مجموعة شركات جمعة الماجد ورئيسها.
ـ نائب رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي لدولة
الإمارات العربية المتحدة.
ـ نائب رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات الدولي
المحدود.
ـ مؤسس ورئيس مركز جمعة الماجد للثقافة
والتراث.
ـ مؤسس ورئيس مجلس أمناء كلية الدراسات
الإسلامية والعربية.
ـ مؤسس المدارس الأهلية الخيرية.
ـ مؤسس ورئيس جمعية بيت الخير.
ـ عضو المجلس الأعلى لجامعة الإمارات ا لعربية
المتحدة.
ـ عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي
سابقاً.
ـ عضو اللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق
الأوسط في جامعة هارفارد سابقاً.
ـ رئيس مجلس آباء منطقة دبي التعليمية سابقاً.
مركز جمعة الماجد
يوفر للباحثين مخطوطات نادرة
يقوم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في
الإمارات العربية المتحدة بتوفير عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة
والخرائط والوثائق الفريدة التي يقتنيها لتكون تحت تصرف طلاب العلم والباحثين من
كل أنحاء العالم مجاناً.
وقال رجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد إنه
يؤمن بأن الكتب وخاصة النادر والثمين منها، هي ملك للبشرية جمعاء ويجب أن تكون في
متناول كل طالب علم دون صعوبة.
وأشارت إلى أن المركز الذي يحتفظ بمكتبة فيها
ما يزيد على نصف مليون عنوان اقتنى أيضاً أكثر من 48 مكتبة كاملة لعلماء ومفكرين
وأدباء عرب بارزين، وقال إنها «حفظت كل واحدة منها بالمركز كما هي برونقها تخليداً
لاسم صاحبها وشاهداً على علمه واعترافاً بفضله ولكي تسخر أيضاً لطالبي العلم».
وقال الماجد إن لدى المركز حالياً 13 ألف كتاب
في القسم الفارسي ورسائل لنحو سبعة آلاف شهادة دكتوراه وأكثر من 3200 عنوان لمجلات
دورية محلية وأجنبية منها ما انقرض ومنها ما هو موجود.
كما ابتكر باحثو المجتمع ـ الذي يسعى لكي يكون
من أكبر مراكز العالم لترميم الكتب والمخطوطات وتجليدها ـ جهازاً خاصاً لترميم
الكتب وصناعة الورق الخاص بالمخطوطات لاقى اعترافاً من منظمة الأمم المتحدة
للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ويرمم المركز ويجلد نحو ألفي كتاب شهرياً.
وقد أهدى من هذا الجهاز 24 وحدة إلى مراكز في كل من إيران
والجزائر والسودان والسعودية والسنغال والكويت والمغرب والنيجر واليمن وتونس
وجيبوتي وفلسطين وكزاخستان وليبيا ومالي وموريتانيا.
ويقول الأمين العام المساعد للمركز الدكتور
جاسم محمد جرجس إن المركز وقع ما يزيد على 64 اتفاقية مع العديد من الهيئات
والمراكز الثقافية والعلمية.
جمعة الماجد يتحدث للزميل علي المسعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق