الاثنين، 25 فبراير 2013

أين تذهب هذا المساء ؟




أراك عجلاً ، قلقاً ، شارداً؟
 أشعرك ساهماً، متعباً، متهالكاً؟
 شغلتك الدنيا كثيراً ياصديقي..
أموال.. تريد أن، تحصلها
وجهاء تريد أن تعرفهم ..
طموحات تريد أن تحققها ...
 معاملات متعثرة تريد  أن تنجزها ..
 مريض يقلقك حاله ، بعيد تحتاج قربه ..
 بيت مخلخل تود لو تجمع شمله ..
 زوجه أتعبتك ، أخ أرهقك ، صديق
 أزعجك ، مسؤول  ضايقك ، عدو حاصرك،
 حاسد لاحقك ، حاقد هاجمك ..وفتاة
 أخذتك !
أين أنت ذاهب وأنت  تعرف أ، الزمن
يطول ... وتطول معه الأحزان و الأتراح ،
و المتاعب ..
 أمامك بيت هاديء .. لم  لا تدخله .. ؟

ستجد هناك من يخلصك من كل آلامك .
توقف بسرعة ..
ادخل الآن ..
ستجد عند الباب ماء .. تطهر به ، ليسر
في قلبك شعور التطهر التام .. اجعل
  قطرات الماء تلامس شغافك ، تحممك من
 الداخل ..
ادخل الباب  .. استشعر نقاء الهواء ..
في هذا  الهواء بقايا دعوات ، هنا ارتفع
 تسبيح ،
هناك صعد تهليل .. وفي  الزاوية كان
 نحيب صادق ..
في الزاوية الأخرى رجل تذلل وذهب،
 في الأمام .. عابد  سجد طويلا، طويلاً،
 وملأ المكان بعطر الذكر ..و الخشوع ..
 في السجاد بقايا دمع حار .. دمع أب
كان يدعو لولده بالشفاء ، لأمه  بالصحة،
لأخيه بالهداية ، للأمة بالنصر ..
اقترب من المحراب أكثر ..
استنشق عبير الإيمان ..
ارفع يديك مكبراً .. وادخل خلود
 الصلاة ..
أنت تقف الآن أمام الكبير، القادر،
 العظيم، الرحيم، الودود، القريب ..
تكلم ، اطلب ، تمن .. هو يسمعك الآن،
يسمع نجواك ، يعرف  ضعقك ، ويعلم تعبك ..
 أنت  الآن أمام من بيده خزائن
 السموات والأرض .
لا تبخل على نفسك في الطلب .. لقد
وقفت أمام المسؤولين طويلا، وتعرف كيف
 تتعامل مع المسؤولين ،وماذا يريد الملوك .. لكنك الآن أمام ملك الملوك ..
اسجد ..مرغنفسك في تراب  الطاعة ..عز نفسك بالعبودية .. قوُ جسدك
 بالضعف ، أغن بالافتقار .
مابال  قلبك مازال جامداً ،قاسياً..
لم لا تحركه .. سيلين بعد قليل،
 ويرتجف ، ويئز كأزيز المرجل ..
مابال  عينك وقحة .. جافة
 حركها .. استدرج الدمع فيها .. لينزل
حاراً، يطهر عينيك ، وخديك..
وروحك..
قم الآن  .. افرش سجادنك في طرف
 الغرفة التي  أنت فيها .. تخلص من تعب
 الدنيا  .. بركعتين ..
لا تغفل ، ولا تعرض .
ألا تعرف أ، الحيا ماهي إلا جدران
 سميكة عالية  تحيط بك ..
ستطبق عليك مع الأيام .. تقترب  من
 بعضها .. حتي تتلاصق وتعصرك بقسوة ..
 لكنك تستطيع أ، تباعد بين الجدران
 بكلمات،
ستتباعد ...وتهبط ، وتتفتح فيها النوافذ
  للهواء و النور..
ألم تعلم أن الله قال لك : ]ومن أعرض
 عن ذكري فإنه له معيشة ضنكاً[ .
لماذا  تقبل الضنك .. و الضيق، والاختناق
 بالجدران ..؟
تذكر ربك ..؟
سترى وجهك كالحاً ، ينقصه 
الضياء .. ثم يشع فيه النور شيئا فشيئا..
ثم يسري الى روحك.. ويبث فيها الحياة والأمل..

ماذا تنتظر .. ( قم فكبر) !!
اسجد واقترب


(من الأرشيف..)
كتبت في:
2001

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق