لاتجي ديش..!!

بقلم: علي المسعودي

وصية النصافي لـ (علي)..

علموها أولادكم...!!

لم تتطابق تفاصيل رواية القصيدة التي وجهها الشاعر صقر النصافي للفتى "علي”.. من حيثه قربه وبعده 
لكن ذلك لايؤثر على فهم الموضع وتجليات الفن فيه.

وهي في الخطوط العامة تتفق على أدبيات الشعر الفذ، وتجليات النفس السامية، والنصح النادر التي احتوته قصيدة النصافي.. فجمع فيها خلاصة تجربته في التعامل مع الحياة والناس.. ثم كتبها في أسلوب مبهر، وبتسلسل أخاذ..
 دس فيه الأوامر والنواهي التي اعتاد شعر النصح أن يحتويه.. وبالشكل الذي لاتنفر منه النفس، فلم يقع في مطب التوجيه الوعظي المباشر الرتيب.. فكان مدخله الحب، والألفة، والغنائية الشديدة التي تحققت في الأبيات وزنا وقافية.. واحتوت على عدد من الحكم البديعة.. أسرد منها نثرا :

- لاتتحسر على مافاتك من بهجة ففي الحياة متسع من الأمل

- بعض الفرح لايليق بالرجال الذي يحملون هموما عظمى

- حقيقية العيد هو حسن التعامل مع الله وفق ما أمر

- الأيام تمر على الجميع.. لكن العبرة بما حصدت منها من غنيمة المعرفة

- ضرورة مرافقة الكبار لاكتساب (علم الحياة) منهم

- الحياة حلو ومر، وجوع وشبع.. ولابد أن تتذوق تقلباتها لتون الأقوى عزيمة

- الصمت حكمة.. والثرثرة تودي بصاحبها المهالك،، ويتعدى ضررها إلى آخرين

- كتم الكثير من الأخبار فيه مصلحة

- هناك من يسأل ويتقصى.. ويخفي وجه العدو خلف كلمات المحبة

يقول النصافي في استهلاله الممتع:

ياعـلـي خــل العـيـد لام الدنـاديـش الـلـي تنـظـف كــل يـــوم جـسـدهـا

تبغى تمـاري ناقضـات العكاريـش فــي كــل ملـفـاح تنـقـض جـعـدهـا

العيـد عيـد الله ولــو فــات حتـيـش مـن حسـبـة أيــامٍ يـمـرك عـددهـا ثم ينتقل إلى الغرض المهم.. مما يتوجب عل (علي) أن يجيده:

نبي نعلمك المساري على الجيش تمشـي ذلولـك ليـن يفـتـر جهـدهـا

خابرك ما انت بضاري للمطاريـش نبيـك تونـس حلـوهـا مــن نكـدهـا

ليلة على مسـرى وليلـة مغابيـش وليلـة نخلـي نومهـا لـمـن رقـدهـا

وليلة على تمرة وليلة على عيش وليلـة نوكلـك الشحـم صيـد يـدهـا ومن التسلسل الشعري الجميل والاندياح الرائق للقصيدة وتجلياتها.. أن ينبه الشاعر من ينصه إلى طريقة التعامل مع الحياة، ثم مع النفس.. وبعد ذلك ينتقل إلى إرشاده عن كيفية التععطي مع الآخرين، مع نواياهم وأسئلتهم.. وهنا ملخص لنفسيات بشرية عجيبة يرصدها الشاعر ويقسمها إلى أنواع.. وكل ذلك لايتبين إلا لحاذق يحفظ لسانه.. ويجعل عقله في حال قراءة نفسية لمن حوله.. ولما حوله..

ياعلي لاجيت العرب لا تجي ديـش خبـلٍ ليـا جـاب السوالـف سـردهـا

احفـظ لسانـك لايجـي فيـه تبطيـش تصـبـح عيـونـك كـايـدات رمـدهــا

يجيـك مـن ينشـدك نـشـدة تقتـيـش يـبــي يـسـنـع هــرجــه يعـتـمـدهـا

خله يقـوم مفلـت فـي يـده ريـش يــروح مـنـك وحاجـتـه ماوجـدهـا

تـرى دعابيـل الخبـول والفوانيـش تـبـدي بـمـا فيـهـا ولاحــد نـشـدهـا

يجيـك واحـدهـم يــورش تـوريـش عجاجتـه يسبـق مطـرهـا رعـدهـا

والا غمقـات السـوالـف مناقـيـش قرايـة الكلمـة عـلـى اول عـددهـا

تجـي سوالفهـم بضحـك وتبهـيـش وقلـوبـهـم مـحــد يـفـكـك عـقـدهــا