السبت، 5 أكتوبر 2013

اكتب ياكاتب..!

بقلم:
علي المسعودي

...
يوما ما..
ستتفاجأ أيها الكاتب والأديب بشيء لم تكن تتوقعه.. وربما لم يخطر ببالك!
فأنت - مثل كثيرين من أهل الكتابة - قد اجتهدت كثيرا في جمع ماتنشره، وأرشفة ماتكتبه.. وجمعت قصاصات المجلات والجرائد التي كتبت فيها..
وبرغم ذلك فاتتك أشياء، وتكاسلت عن أشياء، ولم تحتفظ ببعض كتاباتك أو لقاءاتك لأنك تخجل من بعضها، ولأنك تخشى من نتيجة بعضها.. 
كما أنك في فوضى الورق ضاع منك الكثير!

لايهم ماتجمعه أنت.. فهناك من تكفل بجمع أرشيفك كاملا

فبعد هذه المسيرة الطويلة مع الإعلام والصحافة وتنويع الحضور والبروز في الشاشات وعلى صدر الصفحات، وبعد كثير الإصدارات ومئات المقالات.. ستعثر على أرشيف كامل يحوي كل ماكتبت!!
أرشيف لم تتوقعه أبدا.. لم يفوّت أي سطر سطرته ولا كلمة خططتها ولاعبارة نشرتها..
ستبهرك ضخامة الأرشيف، ويكاد يطيش عقلك لكمية الكتابة التي كتبتها.. فلم تكن تتوقع أنك كتبت كل هذا!
الصعب في الأمر أنك ستخضع لتحقيق دقيق..
تبسط أمامك كل الأوراق..
و تُسأل عن مقال كتبته تتزلف فيه لمسؤول كبير.. في يوم ما أن تعرفه جيدا!
سيتم استجوابك عن كتابة فضحت فيها أناسا أثرت على حياتهم..
ستتوقف أمام مقال كتبته بدافع شهوة جسدية، وآخر بدافع شهوة شهرة، ومقال قديم سرقت عباراته من كاتب أقدم منك!
ليس هناك فترة استراحة لالتقاط الأنفاس.. ولاتستطيع أن تراوغ في الإجابة، ولن يكون متاحا لك خيار التدليس أو الكذب..
هل تذكر هذا اللقاء الصحفي الذي أجريته مع مطربة مشهورة بقضاياها غير الأخلاقية، فدافعت عنها دفاعا مستميتا وأبرزتها كقدوة للفتيات.. ماالذي كنت تهدف إليه هنا..
أما هذا الغلاف فتعمدت أن تجعل الفنانة بصورتها المثيرة تتصدره بشكل لافت..
ولا تدري عن شاب صغير فتنته الصورة وعاثت بخياله أياما وليال، حتى صار يراها في فتيات من حوله.. ويحوم معهن في خيال مريض!
هل تنكر أنك مامدحت ذاك الوجيه  إلا وأنت تعلم في قرارة نفسك أنه لايستحق هذا المدح.. لكنك فعلت ذلك طمعا في التقرب والاستفادة منه؟
هل تذكر تلك القطعة الأدبية التي كتبتها بعناية عن إحدى الأديبات، لم يكن لك غاية إلا التقرب منها والحصول على إعجابها..!
وأظنك مازلت تحفظ أبياتك الشعرية التي قلتها منذ سنوات طويلة وكان فيها تعد في العقيدة.. وكابرت بوهم الثقافة وحرية الفكر والتحديث..
أما هذه المقالة فهي  تسفيه لآراء علماء لم تكن توازيهم علما وأدبا.. وهناك في مجلة بعيدة كتبت مقالا قديما تشرح فيه قصة فيلم إباحي وتزين بلغتك الجميلة أفعالهم وأقوالهم.. وصورهم..
لن تستطيع إنكار أي مما يعرض عليك لأنك وقعته باسمك!
والمفاجأة أن قسما من الأرشيف يحوي كتابات لم توقعها باسمك...
لكن صاحب الأرشيف يعرف أنك كاتبها!!
وستحاسب عليها حرفا حرفا..
ستتذكر أنك سمعت عندما كنت في الدنيا قارئا يقرأ: (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..)
وستعض أصابع الندم..
هل لديك مقالات أخرى؟!
حاول أن تتدارك الأمر.. وتضع في الأرشيف مقالات تحب أن تراها في ذلك اليوم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق