الاثنين، 13 يناير 2014

محاولة الاقتراب من الذئب الشمري







ذيب الشمري: أجريب بروفة شعرية لموتي!!







جمعتنا جلسات كثيرة
منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أعرف أخي الأستاذ والشاعر ذيب الشمري.. وتبهرني شخصيته.. وهو يقول الكلمات المؤثرة التي تذهب إلى العمق.. يستل الحكمة من الكوميديا ومن الحزن ومن الفرح ومن المداعبة ومن الشعر.
أطالع وجهه فأرى الخريطة العربية بكل حزنها وخيباتها وصلابتها وآثار أنبيائها وصدقها وصحرائها..
منذ وقت طويل تجتاحني فكرة تسجيل آرائه وذكرياته..
وفي رحلة جمعتنا في سيارة واحدة من الكويت إلى حفر الباطن زرنا فيها الصديق شبيب اللغيصم.. كان الحوار يدور حول هذه الفكرة.
ذهبت معه.. وعدت وكأنني - بلامبالغة ولامجاملة- قد تخرجت من دورة تدريبية في فنون الحياة.. وجنون الألم!
ثم جمعتني معه رحلة طويلة أخرى من الكويت إلى حايل.. برفقة أخينا الشاعر المبدع محمد الضويلي.. وقضينا أياما من الشعر والذكريات
بعد صلاة الفجر اجتمعنا في خيمته فوق يطح البيت!.. وكان الفطور.. ثم انطلقنا..
وماهذه السطور التي تدون هنا إلا هامشا ضئيلا من حكايات طويلة
وإين عازم حقا على سبر أغوار هذا الشاعر الذئب.. وتقلباته وصراعه مع الحياة..

وكثرة التأجيل تميت الفكرة.. قلت أبدأها إذن ولو في حوار صغير أنشره في مجلة بيت الشعر.. كانت هذه تفاصيله:


منذ ظهوره في أواسط الثمانينات برز ذيب الشمري كظاهرة شعرية هي الأولى من قبيلته التي تقتحم عالم القلطة.. الذي عرف كفن خاص بقبائل الجنوب..
ومع البدايات كانت الصعوبات.. وكان الإصرار..
ومع إجادته لأسرار الملعبة.. وخوضه الصعب.. أثبت حضوره.. وأصبح علامة فارقة في كل عرس، ثم مهرجان.
ومابين الهجوم والصد، والنقض والفتل.. تكونت ذائقة ذيب الشمري الشعري، وطرحه.. واهتمامه.. لكنه لم يتخل عن الكفة الأخرى التي تعدل له الميزان الإنساني. ففي شعر النظم جاء بصوت الحكمة والمحبة والأخوة والألفة.. فجمع النقيضين في شخصية واحدة.
معه هذا الحوار
- أبدا من وقوفك امام سمو الامير قبل فترة قريبة ضمنتها عددا من القضايا خاصة مطالبتك بحل قضية البدون
ماذا يمثل لك ذلك الموقف.. وكيف وجدت أداءك؟

- لقد تشرفت بإلقاء القصيده امام صاحب السمو الامير وتفاعل سموه هو الذي اعطاها القيمه والاهميه واما الموقف فـ يعني لي انه موقف انساني يستحق ان يطرح, فـ مناصحة ولي الامر وايصال معاناة الناس إليه بالاطار الادبي من الواجب الشرعي قبل الواجب الشعري وهذا من اولوليات الشاعر واما الاداء هذا يقيمه الاخرون


- في ذلك الموقف تخليت عن مطالباتك الشخصية وهي العادة التي اصبحنا نراها من الشعراء في مثل هذه المواقف بالهم الشخصي البحت؟

 في مثل هذا الموقف مطلوب الايثار فمصلحة الجماعه مقدمه على مصلحة الفرد من المنظور الشرعي , واما من المنظور الادبي تقتضي الامانه ذلك
هل هي رسالة الى الشعر -والشعراء- ليرتفع بمواضيعه واطروحاته؟ 
نعم لكل مقام مقال كما انها تشجيع للشعراء على القيام بمسؤولياتهم وتعزيز دورهم الاجتماعي وتفعيل ادوات الرساله الشعريه في تشخيص العلل واعطائها ماتستحق من المعالجه المناسبه في الوقت المناسب 

٥- قصيدتك الحوارية مع القبر.. انتشرت في رسائل الواتساب.. ٍكأنما هي توديع للحياة بشكل ما؟
-

قيل من قبل اذا اردت ان ترى حال الدنيا بعد موتك فأنظر الى حالها بعد موت غيرك فتوديع الحياه لابد منه والمحاوره مع القبر كانت من بروفات ذلك التوديع القادم فاشتملت على اسأله وأجوبه تهم كل انسان الى قيام الساعه اسأل الله ان تنفعني يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم
قضاياك في شعر النظم مليئة بالنصح والألفة والحكمة.. كأنما هي تكفير عن ذنوب ابياتك في ميادين القلطة؟

ابيات النظم تكتب بالعقل الفاعل الذي كما قيل عنه يصوغ المفاهيم ويقرر المبادئ، واما ابيات المحاوره فهي تنطلق من العقل السائد الذي لايستخدم الا مايحفظ من اعراف ومن ثقافه
كيف توفق كشاعر وكيف يوفّق المتلقي بين شخصيتين لشاعر واحد .. احداهما تهجو وتهاجم وتفضح، والاخرى تنشد الحكمة وعفة القول والعمل؟

 
انا اوفق اني اهدي الفحم للناس في فصل الشتاء ليجعلوا منه الجمر للتدفأه واهدي الثلج في فصل الصيف ليجعلوا منه الماء للشراب والمتلقي يرى ان النافذه التي يخرج منها الدخان هي نفسها التي تسمح بمرور الهواء النقي ولهذا يقبلوا منها الاثنين

 
حضورك في المشهد الشعري الامارتي قليل جدا.. ماالسبب
الحضور يتوقف على الدعوه ولا اتردد في المشاركه في وجود الدعوه
لك عدد من البحوث والدراسات كيف ترى المشهد الشعري الاماراتي وبم يتميز؟

المشهد الاماراتي فرض نفسه بقوه بأنشطته المتنوعه ورواصده العلميه واختياره للعقول دون النظر للاساس العرقي او الجغرافي وهذا مايميزه عن غيره
الجهود التي يبذلها سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان في الحفاظ على الموروث لفتت انتباه العالم.. برأيك هل ينكعس ذلك على الثقافة العامة وهل من المفيد ان تتكرر التجربة في الخليج؟

ينعكس على الثقافه العامه بطابع خليجي فجهود الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان شرفيات متنقله يجدها الخليجيون هنا هناك تجلب لهم المزيد من الاحترام والثناء واما الشق الثاني من السؤال فـ ليس مفيد التكرار لان الاعمال اذا تشابهت فقد يختفي التميز ويفتقد البريق وينطفأ الاعجاب وتتشعب الطرق وتتقاطع الفوائد الا بأساليب مبتكره فلا باس في ذلك
برنامج البادية الذي تظهر من خلاله بين فترة واخرى.. ماسلبياته وايجابياته؟


برنامج الباديه من اوائل البرامج التي فتحت المجال للشعراء بالمشاركات في عرض انتاجهم للجمهور ومنحهم بطاقات العضويه وتخصيص مكافأت لهم في مقر مستقل واداره منظمه والمأخذ على هذه البرامج انها تسير بخطى بطيئه نحو التطور ومواكبة المرحله ومتطلباتها والتي منها اعطاء الشعراء حريه في الاطار المسموح به ان يطرحوا مايرون انه يستحق الطرح والمناقشه من مواضيع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق