بقلم: علي المسعودي
قصيدة تعد من جواهر الشعر النبطي على امتداد خريطته الزمانية والمكانية.. قالها الشاعر خضير الصعيليك في أحد شيوخ قبيلة شمر من الجربا.. حتى أنه كان يسمعها الجربا (قيل عبدالكريم الجربا وهو المشهور وقيل فارس بن صفوق الجربا) فتفاعل معها وانتفخ بطنه حتى انقطع حزام خنجره الذي يقال أنه كان مرصعا بالذهب (وتنفي روايات أخرى ذلك).. فكان أول عطاياه للشاعر.. ثم أهداه خمسة عشر من الإبل محملة بالمؤونة في وقت مجاعة ضربت الجزيرة.
وعرف عن خضير الصعيليك قوة السبك في الشعر.. وحسن استهلاله لابداعاته.. والقصيدة رغم مرور أكثر من مئة عام عليها.. إلا أن مفرداتها مازالت واضحة لكنها تعد من نوادر المدح لما فيها من استجلاب أوصاف وتشبيهات غير معتادة من الشعراء لا في زمنه ولا في من لحقه.. مما تعد جرأة وذكاء من الشاعر.. وهذه أبياتها ولها روايات بصيغ تختلف قليلا
يا شيخ انا جيتك على الفطّر الشيب
قـزّان مـن دار المحبيـن دبّـاب
دبـا علـيّ و دبّ منـي بتقريـب
قل المواشي يـا ذراء كـل من هـاب
من دارنا جينـا لـدارك مغاريـب
يمـوم نجـمِ لا تغيّـر و لا غـاب
متخيرك يا منقـع الجـود والطيـب
لا خيّب الـله للاجاويـد طـلاّب
سلام من قلبٍ محـبٍ بـلا ريـب
له يستغاب الشاب ويشبّ من شاب
يالجوهر الناريز يالعطـر يالطيـب
يالصعل يالصهّال يا حصان الاطلاب
يالزير يالزحّـار يالنمـر يالذيـب
يالّليث ياللاّيوث يالشبـل يالـداّب
يالضاري الضرغام عطب المضاريب
يالفرز يا مفراص ضده والاجنـاب
يالنّادر الهيلـع عقـاب المراقيـب
يا نافلٍ جيلـه بعيديـن وأقـراب
نطّاح طابـور العساكـر إليا هيـب
ستر العذارى لا غشى الزمل ضبضاب
عيبك الى من قالوا الناس بك عيـب
بالسيف لأرقـاب المناعيـر قصّـاب
و عيبك الى من قالوا الناس بك عيب
للسمن فوق مفطّح الحِيـل صبّـاب
و ذبح الغنم والكوم حرش العراقيب
و أعطى المهار وبذل مالٍ بلا حساب
و بك شارةٍ كب الفـراد المحاديـب
و بذل الطعـام و للتنافيـل كسّـاب
و نمـراً تجـرّه للعـداء و الاجانيـب
تفجأ بها غرّات ضـدّك بالاسبـاب
ومن عقب ذا بالعون مابك عذاريب
احلى من السكّر على كبد شـرّاب
جيناك فوق الهجن شيب المحاقيـب
لمشاهدك يا شوق وضّـاح الانيـاب
الحر يضرب بالكفـوف المعاطيـب
والتّبع قناصه من الصيد مـا جـاب
وانت الذي تافي بكـل المواجيـب
كنك هديب الشام بالحمِل عتّـاب
تثني لابو صلفيـق ما بـه تكاذيـب
شيخ الصخى معطي طويلات الارقاب
ياما عطيت اللي يجونـك طلاليـب
كم واحد جاء لك من الوقت منصاب
و فرجت همّه في كبـار المواهيـب
من عيلمٍ يزمي كما يزمـي الـزّاب
عز الله انك طيب و تفعـل الطيـب
و الطيب يجنى منك يازاك الانسـاب
و لا هو كثيرٍ يا مهـدّي الاصاعيـب
أفعالكم يعـدّه اللـي بالاصـلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق