الثلاثاء، 20 مايو 2014

قصة قصيدة بداح العنقري.. المدافع الأول عن شجاعة (الحضران) بقلم: علي المسعودي

قصة قصيدة
بداح العنقري.. المدافع الأول عن شجاعة (الحضران)


بقلم: علي المسعودي

بداح العنقري او كما ينطقها البعض العنجري تاجر من أهل الحضر لديه دكان في سوق احدى قرى نجد وكان البدو ينزلون القرى ويكتالون بالدين ((السمن والسمين)) على حد قولهم، فيولون صاحب الدكان حقه وهكذا ونظرا" لطبيعة تعامل بداح العنقري مع أهل الباديه فقد كون علاقات جيده مع أهل الباديه نظرا" لما يتمتع به بداح من سمه طيبه وتعامل شريف، ففي احدى السنوات نزلت قبيله من قبائل الباديه بالصيف بالقرب من قرية بداح، ونظرا" لما يربط بداح بهذه القبيله من علاقات فقد خرج لهم وسلم عليهم وزودهم بكل مايحتاجونه من مؤونه وصادف ان رأى فتاه جميله في هذه القبيله أعجبه جمالها،وكان والدها رجلا" كريما يعرفه بداح من تعامله معه،فقرر بينه وبين نفسه خطبتها ولما رحل البدو عادوا الى منازلهم في بداية الموسم ركب بداح وتبعهم ونزل ضيفا على والدها الذي أحسن استقباله وقام بواجبه فالرجل شهم كريم وبداح يستحق حسن الاستقبال لما له من أفضال على تلك القبيله وبعد ان قام والد الفتاه بواجب الضيافه فاتحه بداح برغبته بالاقتران بابنته طمعا" بنسبه فلم يكن للوالد إلا الموافقه على طلب بداح ولكنه اشترط موافقة الفتاه أولا،لأن بداح سوف يأخذها للقريه اذا تزوجها،ومن هنا كان لابد من أخذ رأيها وكانت الفتاه بالجزء الثاني من بيت الشعر الذي يفصل المجلس عن المخدع وهو لايعزل الصوت وكان بداح يسمع حوارها مع والدها قال لها الوالد:بداح يريد الزواج منك وسيأخذك لقريته فما رأيك؟ أجابت الفتاه:الحضري لي خيال نظره زين تصفيح لايصلح لي ولا أصلح له وهي تعني ان أهل الحضر ذوو هيئه وملابس نظيفه فقط، لذا فهم لايصلحون لها لأنهم مجرد منظر جميل لاينفعون في الأمور الصعبة وخاصة الحروب، فسمع بداح مادار بين الوالد والفتاه، وسكت ولما عاد الوالد حاول ان يعتذر لبداح بأية طريقه وقبل بداح عذره وشكره وطلب المبيت عندهم حتى الصباح ليعود ثانية من حيث اتى،وفعلا" بات عندهم تلك الليله وفي الصباح الباكر وقبل رحيل بداح حصل ان اغار قوم على أهل الفتاه واخذوا حلالهم كله وابتعدوا به، فصاح الصياح بالمضارب وهرع القوم للحاق بإبلهم وتخليصها من أيادي الغزاة هذا كله وبداح جالس يشرب القهوه ولايحرك ساكنا والفتاه تنظر إليه بازدراء وهي تردد على مسامعه:الحضري خيال نظره، وهو لايكترث لها ولما جاء الضحى عادت فلول القوم منهزمه التي لم تستطع تخليص حلالها من ايدي الغزاة وفي هذه اللحظه تناول بداح سيفه ورمحه وركب فرسه واغار بطلب الغزاة وحيدا والفتاه تنظر إليه ولما جاء العصر عاد بداح وقد أعاد الحلال كاملا ومعه خيل الأعداء،وبعضهم مأسورون فتعجبت القبيله كلها من فروسيته وهو الضيف الذي لايلزمه شرع البدو بمناصرة مضيفيه الا من باب النخوه فشعرت الفتاه بالخجل فوقفت تزغرد له كأنها تعتذر وتقول قبلت الزواج بك .
وقال بداح العنقري هذه الأبيات التي يرددها البدو كثيرا في مجالسهم::
وراك تزهد ياريش العين فينا
وتقول خيال القري زين تصفيح والله لحد ياما غزينا جينا
وياما ركبناهن عصير مراويح وياما غزيناهم وياماغزينا
وياما تقاسمنا حلال المصاليح
ويوم الفضول بحلتك شارعينا
والخيل باخوانك سواة الزنانيح
اذا انكسر رمحي جذبت السنينا
وخليت عنك الخيل صم مدابيح وترا الظفر ماهوب للظاعنينا
مجسم بين الوجيه المفاليح
البدو والي بالقري ساكنينا
كلن عطاه الله من هبة الريح والصدق عندك مير هيا عطينا هيا عطينا الصدق يازينة الريح
هيا عطينا الصدق هيا عطينا وان ماعطيتينيه والله لاصيح
والله لاصيح صيحه من غداله جنينا
والا خلوج ضيعوها السراريح
ولي صاحب...كما طلع تينا
عنهن جديد الثوب غادي تشاليح
صخف بلطف باعتدال بلينا ولا مش مش البصره ولاهن تفافيح
ياعود ريحانا بجال البطينا
من وين ماهب الهوى بان له ريح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق