بقلم: علي المسعودي
@allmasoudi كانت جلسة لطيفة ومفيدة جمعتني في مدينة الرياض مع الشيخ «فيصل بن حروش الجربا» الذي ولد في نينوى، وانتقل في السنوات الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، حيث لم يعد العراق مكانا آمنا ولائقا للاستقرار، وخاصة أن مكتبة والده الضخمة قد تعرضت للتفجير، بعد أن كانت تحوي نفائس الأدب والفكر لرجل من طراز فريد، كان له -رحمه الله- أهميته كعالم أنساب وأديب وصاحب رؤية، وها قد ورث الشيخ فيصل عن والده حب الأدب وحب الناس.. وبصفته من مشايخ شمر البارزين.. كان للجلوس معه متعة وفائدة.. وقد أسمعني كلاما طيبا -عني- أثلج صدري، وأخذني العجب من متابعته لمسيرتي الإعلامية، ومسيرة الكثير من الإعلاميين من قبيلة شمر التي أنجبت المبدعين والفرسان وأهل القيادة والجود.. وقد توزعت أهمية «الطنايا» على امتداد الجزيرة، فكان لها الثقل الكبير في حائل وفي الموصل تحديدا، وتوزع أفرادها جماعات كثيرة وقبائل من الموصل إلى جنوب بغداد وصولا إلى الساحل الشرقي من الخليج العربي، وفي سوريا والأردن إلى رفحا وحائل وما حولها، والمنطقة الشرقية مرورا بالكويت ووصولا إلى قطر ثم الإمارات، ورغم العدد الكبير لشيوخ القبيلة، ورغم رسوخ جذور هذه القبيلة وثقل قدمها في المنطقة من خلال حكمها السياسي في نجد عبر «آل رشيد»، وفي العراق عبر عدد من الأسماء الجليلة التي يبرز منها عجيل الياور وأبناؤه من بعده وأحفاده، ومنهم الشيخ غازي الياور الذي حكم العراق بعد مرحلة صدام حسين فحسنت سيرته وطاب ذكره. أقول إن ذلك الحضور القوي لم يمنع من أن يعاني الكثير من أبناء هذه القبيلة للتهميش في عدد من الدول، فعاش بعضهم بلا بطاقات أو بلا إثباتات، وهم أهل المكان ولهم عليه حق أينما ذهبوا، ولنا في ابن حروش خير دليل، إذ له مجلس الصدارة سواء ذهب إلى العراق أو الكويت أو السعودية.. لكن ماذا عن أفراد كثر يحتاجون إلى العون في كل دول الخليج، وماذا يعني ألا يكون لشمر على مدى سنوات سوى ممثل واحد في مجلس الأمة الكويتي هو «محمد الخليفة» الذي كان ومازال نظيف الثوب طاهر اليد محبا للكويت.. لكن ذلك لا يكفي.. خصوصا في جهراء مازالت تعطرها حوافر خيل الفارس مرشد الطوالة. تلك هواجس تنازعتني بعد حوار طويل مع الشيخ فيصل، عرفت كم هو مهموم بأبناء قبيلته ويعرف أحوالهم في الشمال والجنوب.. ومثله نحيي حضوره.. أما الشيوخ الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم الشخصية.. فنطلب منهم أن يعيدوا النظر فيما يفعلون.. ولله في خلقه شؤون. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الخميس، 7 يونيو 2012
هواجس «شمر» مع فيصل الجربا..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق