27/11/2007 الكتاب
الأول هو الحب الأول للكاتب وعلى رغم ما قد يحتويه من عثرات، فإنه
يبقى تجربة فريدة وذكرى ذات سحر خاص، في هذه الزاوية نستعيد هذه
التجربة التي لا تنسى في حياة الكاتب بكل بساطتها وبراءتها وجنونها
وعثراتها.
الكتاب الاول هو الحب الاول للكاتب وعلى رغم ما قد يحتويه من اخطاء
فإنه يبقى تجربة فريدة وذكرى ذات سحر خاص. في هذه الرواية نستعيد هذه
التجربة التي لا تنسى في حياة الكاتب بكل براءتها وجنونها وعثراتها.
في عام 1992 اصدر علي المسعودي كتابه الاول 'مملكة الشمس' وكان مجموعة
قصصية اصدرتها دار سعاد الصباح في القاهرة، وقد تردد علي المسعودي
كثيرا قبل نشر كتابه الاول خوفا من مغامرة المقارنة مع آخرين اكثر منه
خبرة ومعرفة وخجلا ممن هم افضل منه ابداعا ولغة وخيالا على حد قوله،
وخشية ان لا يجد هذا الكتاب الصدى المقبول في الاوساط الادبية.
لكن المسعودي لم يستطع مقاومة سحر المغامرة طويلا ودخل عالم التأليف وهو
يقول عن هذه اللحظة الفريدة: عشت اجمل ايامي لحظة ملامسة يدي لورق
الكتاب الاول الدافئ، اصبحت كاتب قصة بشهادة هذا الكتاب الاول
وباعتراف دار سعاد الصباح التي اشعر بالامتنان على احتضانها هذا
الكتاب وادخالي عالما جديدا كنت اتمناه كما اي حلم بعيد المنال.
كتاب صغير يحوي تجارب قصصية غير ناضجة اطلقت عليه عنوان 'مملكة الشمس'
مليء بالاخطاء المطبعية، لكن هذا لم يمنعني من اهدائه إلى كل الزملاء
والاصدقاء.
غلاف طفولي ازرق اللون تعلوه فراشات وزهور ومائة صفحة تحمل كل مشاعري
الصغيرة، بلغة خاصة احيانا، ومستعارة احيانا اخرى وتتحدث عن هموم الحب
والوطن والحلم والاغتراب والطموح.. وبعض مشاهد الحياة بمشاركة وجدانية
حقيقية اساسها العشق والاخلاص.
ويمر علي المسعودي بهذه اللحظة التي يعرفها الادباء تماما حيث تصبح
التجربة اكثر نضجا ويبدو الكتاب الاول كأنه اصبح عبئا فيقول عن هذه
اللحظة: والتجربة تنضج قليلا، والصورة تتضح اكثر، حتى تبهت صورة
الاصدار الاول ليصبح قبوله صعب التصور، وتتحول جمالياته القديمة الى
ما يحمل الهموم على انكار ذاك الشكل الكتابي، وتحاول ان تتنفي علاقتك
بتلك التجربة، وتبرر انك استعجلت الطباعة ولم تكتب ما يليق بك، ولم تكن
تلك الا مرحلة يجب ان تموت لانها تمتلك، ولا تحتوي فكرك وليست اكثر من
نزوة كتابة مرتبكة غير مكتملة كان عليك ان تلغيها تماما.
وتتوالى اصدارات المسعودي لكن سحر الكتاب الاول يبقى على رغم مرور
السنوات: تحاول فيما بعد اصدار ما يمثل وعيك وافقك وفكرك، يصدر الكتاب
الثاني والثالث وتتوالى الاصدارات، وتختفي نسخ الكتاب الاول ولم تعد
تملك منها شيئا، تتشوق لرؤية فتجده بالمصادفة عند صديق تتصفحه بشوق
وامتنان ويخفق قلبك بلهفة للذكرى الناعمة وبراءة الكلمات وللاندفاع
اللذيذ للتعبير المفرط بكل صدقه ووضوحه.
تتمنى ان تعود ولو لحظة واحدة لتعيش حرارته تلك الايام وحيويتها
ومرحها ونزقها، تحضن الكتاب بمحبة وألفة وود وتستأذن صديقك ان تبقي
النسخة الوحيدة معك، فما اجمل ذلك الارتباك، وما اروع عدم النضج، وما
اصدق ذلك الاندفاع، اقول لنفسي: حسنا فعلت ان اقدمت على المغامرة
وطبعت الكتاب الاول فلو لم افعل ما اصدرت اي كتاب.
محمد حنفي
جريدة القبس
الاثنين, 21 ابريل, 2008
14 ربيع الثاني 1429 رقم العدد: 12533
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق