السبت، 10 مارس 2012

يقول الشاعر أن ملهمته خيال.. ونحن نراها تمشي بين أبياته!!


علي المسعودي

هناك من يقرأ القصيدة
وهناك من يحاكمهما
قارئ يستمتع بما تعطيه له الحالة الإبداعية
وقاريء آخر يبحث عما لم تقله الحالة
المخبوء والكامن والمستور هو غاية بعض القراء.. وتأتي في مقدمتها: من هي المرأة خلف قصيدة الشاعر؟ وسيخيب أملنا إن قال: الخيال، لعلمنا أنه كاذب!
في أمسية من أمسيات الشاعر بدر بن عبدالمحسن في هلا فبراير... سأله أحد الحضور: من هي ملهمتك؟
توقف البدر عن الكلام قليلا ثم ابتسم وهو يقول: وهل يتوقع السائل أني سأقول له الحقيقة؟
فضجت القاعة الكبيرة بالضحك.
...............
يقول الشاعر:
(القصيدة خيال)
هل تصدق مثل هذا التبرير الجاهز اللطيف والمراوغ من شاعر يلقي قصيدته بقلب يرفرف فرحا او يذوي حزنا ... ثم ينسبها الى اللاواقع؟
ولو قال الشاعر : القصيدة مستمدة من الواقع!
هل تصدق كلام شاعر يكتب قصيدته بالصوت والصورة والشفافية والجموح والظنون والامنيات ثم ينسبها الى يباس الواقع؟
لذلك أقترح وأرجح فكرة أن نصدق قصيدة الشاعر ولا تصدق الشاعر
نصدّق دمها المتدفق ووريدها النابض وشراعها المرفوع في وجه الريح
فالقصبدة هي علامة التعجب بينما الشاعر هو علامة الاستفهام.. أنت تعرف وأنت  تقرأ هل هناك رائحة امرأة في ثنايا القصيدة.. حرارتها.. كما تعرف أيضا أن الشاعر كتب قصيدة حب بعد أن رأى لقطة في تلفزيون لامرأة أعجبته!
يبذر الشاعر تربة نفسه ليكون الثمر هو نتيجة تلاقح بين غيمة الخيال وأرض الواقع
كل قارئ يستطيع استنتاج الخيال المتبخر في قلب الشاعر
يستطيع تخيل الخيال الذي يورد هذه المعاني
يستطيع استنباط الجموح الذي يؤسطر الواقع
لكن خصوصيات الشعراء هي التي لا يعرفها القارئ
بعض الخصوصبات يمكن قولها
وبعضها يدخل ضمن نشرة الفضح غير المستحب
لكل شاعر خصوصبات يومية ونفسية وعاطفية في حالة تزاوجها مع الواقع
واحمالها واثقالها  سنعثر على معنى جديد وآهة حاره تاهت منذ سنوات تبحث عن القلب المناسب.
لانتحدث عن خصوصية القصيدة  لاننا اتفقنا ان القصيدة هي علامة تعجب: خط عمودي ينتهي بنقطة،
هذا الخط الذي يقف في الهواء بعيدا عن كرسيه مزهوا بهذا الطيران
واتفقنا ان الشاعر هو علامة الاستفهام معقوفة الراس
إذن كل قصيدة حب يكتبها شاعر لابد وحتما ويقينا أن فيها امرأة فيها وجه امراة وجسد امراة حقيقية
ولابد أن فيها نبض قلب الشاعر الحقيقي وعشقه الحقيقي
والقصيدة ذاتها ممطورة بالخيال.. فيها أمنيات الشاعر التي لايجدها في الواقع
القصيدة المستمدة من الواقع فقط.. ماهي إلا تربة يابسة
والقصيدة المكتوبة بخيال محض... مشروع غيمة وهمية
وإذا تزوج الواقع من الخيال... أزهرت القلوب وفاح عطرها
إنه الفرق الافتراضي بين الااستفهام والتعجب....
ولكل قصيدة مضت رائحة وطعم تذكرت بها كلمة، يعيدك إليها موقف أو مكان أو رفة قلب.. أو حتى تفاحة، فللقصائد كما للنساء ..
قال بدر: (قضمت تفاحة.. فلفحتني رائحة امرأة أعرفها...
لاحقتها بأنفاسي..)
هناك.. بين الجماهير ملهمة.. يعرفها ثلاثة فقط: الشاعر والملهمة والقصيدة!
ولو سألوني عن الشعراء لعرفتهم واحدا واحدا..
حتى (قوت) الهزاني أعرفها.. وحتى (نوت) العواجي أعرفها.. وأعرف تلك التي قال البدر عنها يوما: (قضمت تفاحة فشممت رائحة امرأة أعرفها .. لاحقتها بأنفاسي) وأعرف تلك التي قال عنها خالد الفيصل: (ياغالي الأثمان غلوك بالحيل) وأعرف تلك التي قال عنها فهد عافت يوما: (الكرز واحد وعشرين حبة) وأعرف تلك التي قال عنها مساعد الرشيدي: (ورد تفرعن حماره قلت أبا أكنه).. كما أعرف من هي اليت كتب عنها سليمان المانع قصيدة: (كان الرجولة بالمظاهر والأشكال)..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق