علي المسعودي
نطلب وجبة طعام..
وعندما ننتهي منها يفرح فقير ما ببقايانا فيتلذذ بما يجد من لحم في العظم، ثم يترك بقاياه التي تتجمع حولها القطط..
حتى إذا انتهت تجمعت حول بقايا البقايا دابة الأرض التي ستأكل البشر (يوما ما)!
أشياء كثيرة نأكلها، وأشياء أكثر تأكلنا.. يأكلنا ونحن على قيد الحياة: الزمن.. يلتهمنا رويدا رويدا.. حتى إذا ما (هرمنا.. هرمنا) عرفنا أنه أكل أحلامنا.. وبعض أحبابنا! والثورة تأكل أبناءها.. والزمن كذلك. هناك من أكله الدهر وهناك من أكل عليه الدهر وشرب، وهو في حاله لم يتغير.
البعض يأكل وفق نظرية (قوت لاتموت) وهناك من يبلع حتى التخمة. من الناس من يأكل وجبة خفيفة، ومنهم من يفضل الوجبة الدسمة.. ومن الناس من يلتهم (حقوق الناس)، وينسى أن الدود سيأكله بعد حين. للأكل لذة لا تقاوم خاصة إذا جاء في وقته المناسب.. وبقدره المناسب.. لأن (البطنة تذهب الفطنة).. وقال رسولنا الكريم: «ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه». وكثيرون يتنافسون في إجادة الطبخ والتفنن فيه، ودائما ينتهون إلى أن: (الجوع أحسن طباخ).
هناك من يبالغ في الأكل، ويفرط.. فيأكل خيرات البلد. وكل إنسان يأكل من خبز يديه إلا العالة.. ممن يلبس ما لا ينسج، ويحصد ما لم يزرع..
وقالوا للرفله (خبزٍ خبزتيه ياالرفله إكليه).. وفي البلاد المتخلفة يقولون (ابن الخباز يشبع خبز).
وفي المطبخ الصحافي تطبخ... التحقيقات، والكتابات الشفافة، والتعابير الصادقة، ومسح الجوخ.. وكل يخرج بطبخته ويستمتع بنتائجها.
في المطبخ الصحافي تفوح رائحة البشر، بعض الأدباء يأكل من عرق جبينه، وبعضهم يقتات من ماء وجهه.
بعض المسؤولين يأكلون حقوق الشعوب.. وبعض الحكام يبلعون البلاد بعظامها. يقرمشونها ويمزمزونها.. ثم يظهرون من شرفة في ساحة عامة ليصفق لهم المأجورون والموتورون والمطبلون والفقراء المغفلون.. بعض البشر يأكل أعراض الناس.. ويمضغ لحوم الأقارب، وعمي عن قول رب العزة: (كلوا من طيبات ما رزقناكم). آخرون يأكلون من ماء كرامتهم.. لأنهم غسلوا وجوههم بـ (مرق)!!
من النساء من تأكل بعرق جبينها.. ومنهن من تعيش بتلطيخ شرف أهلها.. وتقبض الثمن: تذكرة سفر أو دنانير معدودة.. أو كرت تعبئة!! ورحم الله هند بنت عتبة.. التي سألت نبيّها باستنكار: (وهل تزني الحرة؟).. وتلك الأبية التي قالت: (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها). ..وقد استغرب رسولنا الكريم من رجل يرفع يديه (يارب يارب) وملبسه حرام ومطعمه حرام.. فأنّى يستجاب له!!
إنها الأخلاق.. تحدد لك مأكلك.. فإن طاب طبت.. وإن خاب خبت!
نطلب وجبة طعام..
وعندما ننتهي منها يفرح فقير ما ببقايانا فيتلذذ بما يجد من لحم في العظم، ثم يترك بقاياه التي تتجمع حولها القطط..
حتى إذا انتهت تجمعت حول بقايا البقايا دابة الأرض التي ستأكل البشر (يوما ما)!
أشياء كثيرة نأكلها، وأشياء أكثر تأكلنا.. يأكلنا ونحن على قيد الحياة: الزمن.. يلتهمنا رويدا رويدا.. حتى إذا ما (هرمنا.. هرمنا) عرفنا أنه أكل أحلامنا.. وبعض أحبابنا! والثورة تأكل أبناءها.. والزمن كذلك. هناك من أكله الدهر وهناك من أكل عليه الدهر وشرب، وهو في حاله لم يتغير.
البعض يأكل وفق نظرية (قوت لاتموت) وهناك من يبلع حتى التخمة. من الناس من يأكل وجبة خفيفة، ومنهم من يفضل الوجبة الدسمة.. ومن الناس من يلتهم (حقوق الناس)، وينسى أن الدود سيأكله بعد حين. للأكل لذة لا تقاوم خاصة إذا جاء في وقته المناسب.. وبقدره المناسب.. لأن (البطنة تذهب الفطنة).. وقال رسولنا الكريم: «ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه». وكثيرون يتنافسون في إجادة الطبخ والتفنن فيه، ودائما ينتهون إلى أن: (الجوع أحسن طباخ).
هناك من يبالغ في الأكل، ويفرط.. فيأكل خيرات البلد. وكل إنسان يأكل من خبز يديه إلا العالة.. ممن يلبس ما لا ينسج، ويحصد ما لم يزرع..
وقالوا للرفله (خبزٍ خبزتيه ياالرفله إكليه).. وفي البلاد المتخلفة يقولون (ابن الخباز يشبع خبز).
وفي المطبخ الصحافي تطبخ... التحقيقات، والكتابات الشفافة، والتعابير الصادقة، ومسح الجوخ.. وكل يخرج بطبخته ويستمتع بنتائجها.
في المطبخ الصحافي تفوح رائحة البشر، بعض الأدباء يأكل من عرق جبينه، وبعضهم يقتات من ماء وجهه.
بعض المسؤولين يأكلون حقوق الشعوب.. وبعض الحكام يبلعون البلاد بعظامها. يقرمشونها ويمزمزونها.. ثم يظهرون من شرفة في ساحة عامة ليصفق لهم المأجورون والموتورون والمطبلون والفقراء المغفلون.. بعض البشر يأكل أعراض الناس.. ويمضغ لحوم الأقارب، وعمي عن قول رب العزة: (كلوا من طيبات ما رزقناكم). آخرون يأكلون من ماء كرامتهم.. لأنهم غسلوا وجوههم بـ (مرق)!!
من النساء من تأكل بعرق جبينها.. ومنهن من تعيش بتلطيخ شرف أهلها.. وتقبض الثمن: تذكرة سفر أو دنانير معدودة.. أو كرت تعبئة!! ورحم الله هند بنت عتبة.. التي سألت نبيّها باستنكار: (وهل تزني الحرة؟).. وتلك الأبية التي قالت: (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها). ..وقد استغرب رسولنا الكريم من رجل يرفع يديه (يارب يارب) وملبسه حرام ومطعمه حرام.. فأنّى يستجاب له!!
إنها الأخلاق.. تحدد لك مأكلك.. فإن طاب طبت.. وإن خاب خبت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق