علي
المسعودي
@allmasoudi
فكر معي في
هذا السؤال الطريف:
(ماذا تفعل
لو كنت تمشي بسيارتك وسط عاصفة شديدة فمررت
بثلاثة انقطعت بهم السبل, أحدهم امرأة
عجوز توشك على الموت، والآخر صديق له فضل كبير عليك منذ زمن وأنت تنتظر رد جميله,
أما ثالث الأشخاص فهي الفتاة التي تحلم طوال عمرك أن ترتبط بها)
من تحمله
منهم في سيارتك التي لاتستطيع أن تحمل معك إلا راكبا واحدا فقط.
قلة يجيدون
إجابة هذا السؤال وهم أولئك الذين يملكون حسن التصرف والقدرة على اقتناص الفرص...
وأنصح من لم يقرأ هذا السؤال من قبل أن يتوقف عن
قراءة المقال قليلا كي يقترح إجابة مميزة... خاصة وأن هذا السؤال يتم تقديمه للمقبلين
على وظائف إدارية يقاس فيها مدى قدرتهم على التعامل مع الأزمات... علما بأن هناك
دورات خاصة في (إدارة الأزمات) على مستوى مؤسسات صغيرة أو مستوى إدارة بلاد...
فالتعامل
مع البشر صعب ومرهق للأعصاب... فهناك الكسول وهناك الطيب وهناك الحاسد... وأخطرهم
الذي ينقل للمسؤولين الكبار سيئاتك (متجنيا أحيانا – كما يفعل سلطان مثلا عند
مسؤوله محمد) متجنبا حسناتك حتى تنفصل عرى قوتك... وقد لاتسمح لك أخلاقك أن تحاربه
بطريقته..
وقد قال
الشاعر العربي:
(لايسلم
المرء من ضد وإن
حاول
العزلة في رأس جبل)
رسولنا
الكريم عليه السلام يشجع على التعامل مع البشر والصبر على أذاهم ويفضله على العزلة
عن الناس... مع الركون إلى العزلة بين الحين والحين حتى لاتفقد نفسك ولاتضيع بين
همهمات الناس وإغراء الأضواء (الظهور نقمة وكل يتمنى... والخمول نعمة وكل يتبرأ)
وأصعب من
تتعامل معهم هم اولئك الذين يحسنون الحديث ويقسمون على محبتهم لك ويسوقون الأدلة
المقنعة على ذلك حتى تقول: ما أطيب هذا الرجل... ولكن الحقيقة عليك أن تحذر منه
حذرا مضاعفا لأن الله سبحانه حذر منه بقوله في كتابه الكريم:(ومن الناس من يعجبك
قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)
... مع ذلك
ل اتتضايق من مكر البشر وكثرة لغطهم فالله يبشرك: (ولايحيق المكر السيء إلا بأهله)
ومن رفعة
المرء أن يعامل الناس معاملة حسنة... فقد قال رسولنا الكريم: إنكم لن تسعوا الناس
بأموالكم... ولكن تسعوهم بحسن الخلق وبسط الوجه..) الكلمة الطيبة تفعل الأعاجيب
لأنها كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء... لا تلغ من أجندة حياتك إنسان
أساء إليك لأنه سيعود ويصحح خطأه يوما
هناك بشر
لايجيدون تقديم أنفسهم للناس بصورة جيدة
وأنا كنت قديما من هؤلاء والدليل أن أكثر من شخص
أخذني جانبا وهو يعتذر: أنا آسف كنت أكرهك!!
من هؤلاء
الصديق ذعار الرشيدي وعلي الصافي رحمه الله والشاعر مشعل السلطان.. وكثيرون لاأريد
إحراجهم بذكر أسمائهم فقد ذكرت من لا يحرجهم ذكر الأمر.
الثقة
المفرطة في الناس جهل .. وسوء الظن بالناس من قلة المروءة... والدليل قول المتنبي:
إذا ساء
فعل المرء.. ساءت ظنونه
وصدق ما
يعتاده من توهم
احتواء
القلوب هو فن الإدارة
و)الإدارة الجيدة هي حسن المعاملة والتخطيط
الهادئ...)
هناك حل
دائما... وهو قريب منك عادة...
وقد بعث لي
الصديق اسماعيل العمري بهذه الحكاية:
يحكى أن
أحد الحكام أتى إلى مسجون ليلة إعدامه فقال له: غدا إعدامك وسأعطيك فرصة أخيرة
للنجاة, لقد تركت لك في السجن مكان تستطيع الهرب منه, إذا عثرت عليه فاهرب وإلا
فالحكم سيتم.
فرح المسجون...
وظل يبحث طوال الليل عن المكان السري الذي تركه له الحاكم... وجد في زاوية من
السجن فتحة صغيرة جدا نفذ منها بصعوبة فأوصلته إلى دهليز طويل جدا ولكنه في نهايته
كان مغلقا بجدار عال ومسقوف.
من أين
يخرج
ظل طوال
الليل يبحث ويفتش في السقف في الأرضية في الجدران وراحت جهوده هباء منثورا... حتى
أشرق الصبح... فحضر الحاكم وقال له ألم تجد منفذ النجاة.
قال
المسجون: لأنها غير موجوده...
قال
الحاكم: ألا تعرف أنني تركت لك باب السجن بقفل وهمي يمكنك أن تفتحه بسهوله... لقد
كان الباب مفتوحا... لكن المسجون ابتعد كثيرا في البحث..
لمشاكلك
حلول أبسط بكثير مما تتصور
الحل دائما
قريب منك حولك في متناول يدك فلا تنظر إلى أيدي الآخرين
كذلك
الرزق... انظر إلى ما في يدك منه ولا تطالع ما في أيدي الآخرين
لماذا
تنشغل عن الاستمتاع بلقمتك بمراقبة اللقمة التي يأكلها من حولك
(تعليق: يا
للحاكم الخبيث... لم يكتف بأن يعدم المسجون وهو مجرم بل أراد أن لا ينام الليل
ويموت مجرما ومرهقا وغبيا...!)
J
أما حل
السؤال الأول فهو أن تعطي صديقك مفتاح السيارة ليوصل العجوز إلى أقرب مستشفى وتبقى
أنت مع الفتاة تستمع معها بحب عاصف على طريقة مأساة تايتانيك!!
إنه سؤال
افتراضي لكنه يحفز الذهن ويعطي رحابة في التفكير والاقتراحات
وهكذا هي
الحياة تحتاج إلى طيبة وإلى ذكاء... ودهاء أحيانا ففي الحديث الشريف (المؤمن كيِس
فطن)...
والمؤمن
يرى بنور الله...
نحب أنفسنا
لأننا نحب الناس.. وبالتالي نحب هذا الوطن ومن سمات حب الوطن أن تطور نفسك وتتقن
عملك وتفتح المجال أمام الآخرين
لا تغلق
الأبواب يا صديقي... حتى لاتأكل دابة الأرض منسأتك!!
2- لأخي
سعد علوش:
من دورة
الأيام يا خوك مخنوق
الوقت
مشاني من السلك للسلك
يبقى البني
آدم مجرّد ومخلوق
ملِكْ..
ولكن في الحقيقة بلا مُلك
والناس عوق
الناس.. والدرب مسبوق
تتعب على
أشياء فـ الآخر ما هي بإلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق