الخميس، 5 أبريل 2012

حصانة خطيب الجمعة..

ينطلق النائب الكويتي من قاعدة شعبية صوتت له فأوصلته إلى قاعة عبدالله السالم.. ليتكلم بكل حرية، متمتعا بحصانة برلمانية تحميه وتكفل له حق التعبير.. 
وهو قطعا - أي النائب -
لا يحظى بقبول كل الأطياف الشعبية ولا يمثل رأيها جميعا، بل إن القاعدة التي انتخبته قد لا تكون مقتنعة به تماما، نتيجة لتغير المواقف (مواقف النائب أو مواقف القاعدة)، ثم إن هناك من صوتوا له بدافع الفزعة الطائفية أو القبلية أو المناطقية أو الفئوية.. أو الفزعة بمقابل (مادي أو معنوي).


وفي الوقت ذاته ينطلق خطيب الجمعة من قاعدة عامة محسوسة، لكنها غير مرئية، تضفي على هذا المقام محبة وصدقية، أعطته إياها سلوكياته والتزامه وحفظه للقرآن الكريم واتباعه السنة النبوية ووقوفه في المنبر الطاهر.. منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم).


وفي الوقت الذي يتكلم فيه النائب بكل حرية وبلا خوف، يتردد خطيب الجمعة في إبداء وجهات النظر الإسلامية في القضايا الآنية، خوفا على «لقمة عيشه».. وفي الوقت الذي تذبح فيه الشعوب الإسلامية، يتحدث خطيب الجمعة عن أشياء جانبية تقل أهميتها في ظل حضور الدم المستباح،  قد يتراجع الحديث عنها في أوقات الملمات والنوازل الكبيرة، التي تذبح فيها الشعوب، وتستباح الأموال العامة وأعراض الناس، فما الحل وخطيب الجمعة ممنوع من الخوض في هذه المسائل، لأنها ليست من اختصاصه، فاختصاصه لا يتعدى مسائل محددة، وعليه ترك المسائل السياسية والاجتماعية الكبيرة لنواب.. تتوزع مواقفهم وفق مصالحهم، في دول علمانية وإن لم تظهر علمانيتها.


أظن أن منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستحق حصانة سياسية أكثر مما يستحقه منبر سياسي مشكوك في نزاهته.. وقد كان الناس يضعون ثقتهم في خطيب وإمام، وعندما ترك المنبر.. نزع الله منه ثقة الناس.. رغم الرجوع إلى الحق مازال متاحا لمن أراد .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق