الثلاثاء، 17 أبريل 2012

ذاكرة الجدران





تركتُه
فَلِمَ تعودُ إليه؟
هل تنتظر الجدران ترحّب بك؟
بعينين تستجلبان الدمع تطالع. وحنين يخفق بالقلب.. تتذكر.
تدور حوله.
هنا موقف سيارتك. هنا خطواتك.
هذه الأرض تعرف خفّة قدميك.
هذا الباب.. يتذكر أصابعك.
تعرف المفتاح، تعرفُ فَطْر الحائط عند جانب صالة الاستقبال الأيمن.
تعرف طلاء الشباك.
تعرف الدرجة الخامسة من السّلّم.. المكسورة منذ زمن، كنت تمشي ليلاً بلا إضاءة... وتعرف كيف تتجنّبها. أوراق الطماطم التي نَمَت من تلقاء ذاتها، وشجرة البرتقال الحامض.. التي خيّبت كل محاولاتك أن تطرح برتقالاً حلواً، تعرف سعة غرفتك، وضيق الممّر المؤدّي إلى غرفة أطفالك.
تعرف أين سقط ولدك مرة.. وتعرف لون مقبض باب المسبح التي كان يتعلقّ فيها فتنهره.
تركت هنا: «ذاكرة.. وبوصلةً.. وقلباً يرتجف».
فهل يعرف سكّانه الجدد؟
هل يعرفهم؟!
تودّ لو تقترب من صاحبه الجديد (ما أمرّ أن تصبح صاحبه القديم) فتقول له: أوصيك بالجدران، بمسمار الحائط الذي يحمل الساعة، أوصيك بمفاتيح الإضاءة، وأوصيك بموضع صلاتي.
توشك أن تقترب، فيطالعك باندهاش.
توشك أن تقول له: لا تعرفني، لكن هذا البيت يعرفني. اسأله سيقول لك!
سيردّ عليك: لكنك بعته.. فلم تعود إليه؟
ماذا ستقول؟
هل تعتذر لأرض تخلّيت عنها؟!

هناك تعليق واحد: