علي المسعودي
@allmasoudi
لو قُدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره
نفسه ومنظره ، فلو رأى تغير لونه ، وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ،
وتغير
خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه ، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه
يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه، واشمأز من هيئته ، ومعلوم أن قبح الباطن أعظم من
قبح الظاهر ، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله .
ولقد رأينا الغضبَ يشتطّ بأصحابه إلى حدّ الجنون عندما
تُقتحم عليه نفوسهم،
وأقسى الغضب ما لقيه الأولاد من الوالد..
وأقسى مايمكن مشاهدته أن يضرب الوالد ولده في مكان عام.
والغريب أن بعض الآباء يدعو أبناءه لفسحة في نهاية
الأسبوع... فيتباشر الأبناء بالخبر ويتجهزون... وما إن تتم الرحلة حتى يتعكر صفو
الأب فيبدأ بالأوامر والنواهي ناسيا أن لعب الأطفال طبيعة فطرية : لا تصعد،
لاتصرخ، فضحتنا، لا تذهب بعيدا، كن مؤدبا
فتتحول الفسحة إلى ساعات نكد وغم لدى الطفل.
هذه قصة وصلتني عبر البريد الالكتروني أضعها بين يدي قارئي
الكريم... عله يكون من أولى الأبصار فيعتبر .
- بينما كان الأب يقوم بتركيب مصدات معدنية لسيارته الجديدة
باهظة الثمن إذا بابنه الصغير يلتقط حجراً حاداً ويقوم بعمل خدوش بجانب السيارة
باستمتاع بالغ.
وما أن انتبه الأب لابنه حتى طار لبه وغضب غضباً شديدا...
وهو في قمة غضبه فقد شعوره وهُرِعَ إلى الطفل آخذاً بيده ضارباً عليها مرات كثيرة
وعديدة.
ولكنه لم يشعر أن يده التي ضرب بها ولده كانت تمسك بمفتاح
الربط الثقيل الذي كان يستخدمه في تركيب المصدات، مما جرح طفله جرحاً غائراً واضطر
إلى أخذه للمستشفى.
وفي المستشفى حاول الأطباء ما استطاعوه من أجل علاج الولد
لكنهم في النهاية اضطروا لبتر أصابع من يده... وبعد أن انتبه الابن ورأى ما آلت
إليه يده سأل أباه بخوف واسترحام : «يا أبي قل لهم يرجعوا إليَّ أصابعي وأعدك ألا
أفعلها ثانية» ؟
فتألم الأب غاية الألم وعاد مسرعاً إلى السيارة وأخذ يركلها
عدة مرات في غضب هستيري حتى أصابه الإرهاق فجلس على الأرض منهكاً ، ولما جلس على
الأرض نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب بها............ ( أحبك يا
أبي ).
فنال الأب من الأسى ما ناله وقال في نفسه ودموعه تتفجر :
«والله لو كنت أعلم ما كتبت ، لكتبت بجانبها وأنا أحبك أكثر يا بني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق