الجمعة، 3 فبراير 2012

ليلة.. في فراش خائنة!!

(بعض المشاعر لا تُقال.وإذا حاولنا أن نقولها قتلناها !)


هل أنت ملتزم؟...
وهل – لأنك ملتزم _ لا حق لك في لحظات اشتهاء امرأة كالمشمش الطازج الندي؟
هل انت محافظ على تعاليم دينك، أو عادات وتقاليد مجتمعك؟
وهل  يعني ذلك  انك رجل بلا قلب.. ولا روح، ولا إحساس برائحة الأنوثة؟
مشاعرك تخبرك عن امرأة "هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة" تشبه التفاح الأفريقي صيفا واللبناني شتاء.. تخطو فوق قلبك وتتقدم لتذبحك بفورانها ..
آآآه من هذا اللهيب الرطيب!
آه لو تشربها، تغوص في دفئها، وتتدفق فيك كلها..
تحس بها حولك في المكان أو في الأمنيات.. تبتسم لك بثغر ساحر ويهب عليك منها مسك الترف، ونظرات الـ"هيت لك"..
وتتحسر.. حسرة ثقيلة..
أنت ملتزم.. لا تستطيع أن تتجاوز؟ والحب احساس لذيذ..
وأعظم منه وأنبل منه وأكرم منه إحساسك أنك أقوى من شهواتك ورغباتك فتقاوم الأنوثة الطاغية لأنها ليست لك، ولأنك سيد نفسك.. ولأنك صاحب مبدأ.. ولأنك أكبر من أن تجرفك شهوة.
تطول قامتك وأنت تشعرك أنك أسمى من هواك، وأكبر من رغباتك
تكتم وتداري.. لأنك تعرف أن هذا المرأة لها أخوة ولها أب يخافون على أعراضهم مثلما تخاف على عرضك، ولك رب يطالعك، ويختبرك بغواية عابرة، هل تزلزلك ام تثبت، فالسيل يجرف الهشيم والعشب الهش، لكنه لن يقوى على أن يجرف النخيل الأصيل..
أنت مسافر سفر طويل وظهرت على يمينك استراحة.. لا تتوقف عندها، لأنها استراحة رديئة... أكمل السير حتى تصل إلى استراحة فخمة تنتظرك فيها نساء جميلات كواعب أتراب كأنهن بيض مكنون..
فأعظم ما في الحب.. ان تكون أقوى منه.. وتحتسب فيه صبرك، فما عند الله خير وأبقى.. والعفة ليست أن لا تتعرض لغواية، بل العفة هي أن تتعرض للفتنة فتتجاوزها بنجاح.
استمتع بأنك أقوى من لهيب الهوى.. واستلذ برجولة تدعوك أن تحس بحسرة طويلة تنام في صدرك، وأنت ترى زميلة هناك جميلة.. تغض الطرف عنها لأنك تعرف قيمة نفسك،
واحذر أن يعجبك الملمس الناعم تحت الفراش.. فهناك أفعى!
هذا أنت، لكن ماذا تفعل هي؟
الجميلة التي نضجت فروعها، وارتوى جذعها.. وصارت على أهبة القطف..
تسكن بين رجال كالصقور يلاحظون ويرصدون.. فتخاف من عواقب الزلل
لكن ذلك لا يلغي قلبها وشهواتها وأحلامها وليلها الطويل حيث  تدخلين في كهفها السري الذي لايدخله سواها. ذلك كهف نفسها.. حيث حواراتها الفردية مع ذاتها.. مع قلبها.. تقول:
يالثماري الدانية.. التي تحلم برجل نبيل كريم وسيم رشيق حالم.. يشبه الفرسان.. ألم تقل الشاعرة العنزية القديمة:
ياحلو رص الروح بالروح للروح***متوالفـيـن كلـهـم لا بليـنـا
وجاء أخيرا ذلك الحلم.. وغرقت معه في لعبة الهوى، التي ستتدرج قليلا قليلا.. رويدا رويدا ثم يبدأ الانجراف باسم الحب
أو العشق أو التسلية أو الفضول أو التقليد.. أو حب الاكتشاف، أو الشهوة أو الوحدة، فذهبت إلى المنطقة الخطرة التي تبدأ بلهو سهل ثم تتطور بسرعة وقد تصل إلى الدم وتصبح بين طرفة عين وانتباهتها فضيحة تنشرها تتسلى بها الصحافة..
اسأل نفسي:
هل أحبه أم أتسلى معه ؟
هو يحبني أم يلعب بي ؟
لكن.. جرائم الشرف لم تبدأ إلا بأنعم وأرق الكلام بين اثنين لم يكونا يحسبان حساب النهاية ؟
انا حرة؟ هل انا حرة.. هل ما أفعله هو فعل حرة ابنة أحرار جعلت من نفسها طعما لذئب وديع الألفاظ.. شرس النوايا؟
آآه.. لكنه
هو فتى مسل لطيف، تعودت عليه.. يحسسني بأنوثتي، يقول ألطف الكلام، يسمعني  أحلى المشاعر.. ياخذني إلى مناطق بعيدة.. وأجواء رومانسية.. أعيش معه كلمات الأغاني ومغامرات الأفلام..
يساويني بصديقاتك اللاتي يتحدثن أيضا عن علاقاتهن؟ 
أسأل نفسي: 
هل الحب كذب أم وضوح، هل الحب شفافية وقوة أم  تحايل وسرقة وخيانه لأب وأخ وأم واسم وشرف وسمعة؟ وهل هو خيانة مسبقة  لزوج قادم..؟
هل لي أن أسأل الشاب على الطرف الآخر من الهاتف: لو كان أبي "على الخط" هل تستمر أيها البطل المغامر في الكلام أم تغلق السماعة وتفر مثل الجرذ؟ 
.... أمممممم
أليس الله أولى بهذا الخوف؟
ومن سنن الله ان عقابه للمذنب يكون من جنس عمله.. هل انت مستعد - ياحبيبي-  أن ترى ماتفعله بي..  في اختك او  امك او في زوجتك  ؟.
سأقف وقفة شجاعة مع النفس .. بلا لف ولا دوران 
هذا الشاب ماذا يريد مني بالضبط ؟ تحديدا..
والمخافر مليئة بقضايا فتيات وشباب؟! 
وأقسم بالله ان لا أحد من هؤلاء الشباب الذين غرروا بالفتيات قال لصاحبته : اخرجي معي غدا وسأغتصبك أو سأصورك في الهاتف، ولا أحد منهم قال سأخبر أصحابي عنك، ولا أحد منهم قال: بمجرد أن أنهي شهوتي معك سأبصق عليك..
كلهم كانوا يقولون أجمل الكلام وأحلى الأحاسيس وأطيب الشعر وأروع الأغنيات.. وهاهم في الزنازين ينتظرون احكام تقتص لمن لعبوا باعراضهم؟ وهاهي الصحافة تتسلى بجلسات أقوالهم!
كل واحد من هؤلاء كان  يجعل من صاحبته تنام وتصحو على كلام الرومانسية ومسجات الوفاء ومشاعر الأخلاص.. وكل فتاة انفضحت لم تقل لنفسها: لك اب لاتوطين رأسه.
لك اخوة لا تجعلينهم حكاية في المجالس ..
يكلمني مراهق ويعلن لي حبه وإخلاصه وبمجرد ان تنتهي المكالمه سيلتفت لصاحبه بجانبه يقول له : هذه فلانه بنت فلان.. ما رايك بصورتها حلوة؟ ألا تشبه الفنانة "..." وكل الشباب حبيباتهم يشبهن فنانات.. وهو لا يحبها بل يحب فيها صورة الفنانة؟
ويطالع صاحبه:  آه فلانه؟ اخت فلان؟.. بيتهم في الشارع كذا..
يابنت الناس.. يا أنا
نصيبي في الحب الشريف العفيف والزواج  سيأتي في الوقت المناسب تماما 
سأكون مع ربي في النور والوضوح.. فعلاقات الظلام.. مظلمة دوما !
لفهد مساعد.. هذا البيت الجميل:
يابنت مادامه يبـيـك وتبـيـنه
 إلى متى ودروبك أسـرار وشكـوك ؟!
قولي له انك راحله من يدينه
وإذا يحبك صدق بيروح لأبوك


اما الشاعرة العنزية التي تمنت رص الروح للروح.. فلم تكتف بما قالت، فالعزيمة على الرشد اقوى من امنيات الهوى، فقد قالت تلك المرأة الجليلة:
ياحلو رص الروح بالروح للروح***متوالفـيـن كلـهـم لا بليـنـا
مالي بتفطين المحبيـن مصلـوح***بالذكر وإلا عـن كـذا مادرينـا
قلته، على نوع التماثيل ومـزوح***مالي عشيـر ولا لهـذا مشينـا
لوكان باب العشق للناس مفتـوح***نحمي شرفنا مـع رجـال علينـا


وأخيرا.. (من يزْنِ يُزن به، ولو بجداره)


و.. (عفّـوا تعفّ نساؤكم)


اللهم اهدنا فيمن هديت ... واسترنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق