الأربعاء، 8 فبراير 2012

تسقط سلطة الخس!



علي المسعودي
@allmasoudi


كنت قبل أيام في أحد الفنادق يتقدمني في البوفيه عدد من الأوربيين الذين ينتظمون في دور مرتب يحافظ كل منهم على مكانه وحقه في التقدم كلما تقدم من هم في الأمام
 وقفت اطالع وأتفحص أبحث عن وجوه عربية..
كنت أفكر بطريقة أكسر فيها  النظام ... لكني سمعت شخصا ما من خلفي يقول لزميله: (سيبك من السلطة... خش ع الجمبري!)
 تجاوز الاثنان الطابور الذي يبدأ بالسلطة وذهبا إلى المقدمة حيث (الوجبة الرئيسية)!
طبعا...
في حالات الجوع العربي الشديد لاتنفعك السلطة.. فتشعر أنها لاتغني ولاتسمن من جوع.
السلطة مجرد شكل لاغير
ومن يبحثون عن (لقمة عيش) ويقفون في طوابير الخبز الطويلة لا يحترمون السلطة كثيرا... فهي مخصصة للمترفين الذين تتوفر في بيوتهم كل أنواع الأكل... بما فيه أكل الحقوق!
السلطة ليست لكل من هب ودب.. أو شتم وسب
السلطة لها ناسها... تعرف زبائنها... ومن يرغب بها ومن لا ترغب به.. وهي تبادلك مشاعرك.
السلطة كذبة كبيرة...
هي ليست أكثر من طماط وخيار مقصص ومخلوط... بطريقة عشوائية!
توهمك أنك شبعت
لكنك بعد لحظات ستجوع
و(الجوعى) لاتعالج السلطة جوعهم
وعندما يحدث أن يدخل الفقراء بوفيه عام في بلد عربي... يقفون أمام السلطة خائفين مرتجفين لا يعرفون كيف يتعاملون معها... فكأنها ستأكلهم قبل أن يأكلوها!!
ينظرون حولهم (هل يراكم من أحد) ... ولعل أحدهم يحمل صحن السلطة (لإثبات حسن النية) فقط... ولو ذهبت إلى طاولته بعد الأكل ستجد أنه لم يلمس طبق السلطة... لأن (الغلابا) لايتعاطون السلطة ولا يستطيعون هضم أطباقها!
الشعب العربي يحب العيش لأنه (مصدر السلطات جميعا)
السلطة لا تغني عن العيش... لكن العيش يغني عن السلطة
أعطني عيش... وخذ السلطة
يمكن للشعب العربي أن يقبل وليمة بلا سلطة... لكنه يعيش اليوم أمام سلطة بلا وليمة!
السلطة خس وجرجير... والشعوب تتضور جوعا و تريد (لحم)
السلطة في واد... والشعوب في واد آخر
أنا لا أحب السلطة
عفوا....
أنا لا أحب السلطة فقط في البوفيه العربي
يعيش العيش... وتسقط السلطة
يسقط الطماطم العربي...
يسقط الخيار العربي....
يسقط الجرجير المزروع تحت السرير
تسقط السلطة العربية... يسقط البوفيه..
ويحيا الخبز... الحاف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق