مركبك نفسك.. إذا ركبتَ نفسك نجوت، وإذا ركبتك نفسك هلكت!
(مصطفى محمود)

8 آلاف دينار كويتي صرفتها على التدخين!
كان يمكن أن يكون هذا المبلغ ثمن سيارة «تعلن وكالتها باستغباء» أن قيمتها 6 آلاف و999 دينارا!
8 آلاف دفعتها على مدى 20 عاما خدمة في عالم المارلبورو الأبيض!
8 آلاف دينار كان يمكن أن أشتري فيها مئة ذبيحة أبيّض فيها وجهاً أنهكه أول أكسيد الكربون!
8 آلاف دينار.. كان يمكن أن أكفل فيها يتيما لأقف موقفا كريما.. يوم تبيض وجوه وتسودّ وجوه.
لكني دفعتها لشركات التبغ.. فذهبت إلى بطن وكيل السجائر.. الذي بدوره سيصرفها على الثقافة (الله يسلمه).
وكل الأرباع والأنصاص التي يصرفها الأطفال عند البقالات ستذهب إلى جيبه.. ليقيم فيها دورة شعرية جديدة للنهوض بالأمة.
أذكر أني قرأت لقاء في مجلة الرجل كان عنوانه (وكيل السجائر في الشرق الأوسط.. لا يدخن!).
وأنا اليوم أطالبه.. أن يعيد لي الـ 8 آلاف التي أخذها مني.. أما صحتي، والدشاديش الجديدة التي لم أهنأ بها بسبب شرارة من سيجارة، ووقوفي المفاجئ في عرض الطريق بحثا عن عقب مشتعل انحشر تحت «الكشن» (فعليه العوض ومنّه العوض).
أرأيت لو أن ولدك طلب منك نصف دينار ليشتري من البقالة، وكنت تظن أنه مثل كل الأطفال سيشتري «عصير وبطاط».. لكنه اشترى علبة سجائر؟
- تغضب و(تمحّطه)!
فما بالك وقد رزقنا الله الأنصاف والدنانير والعشرات والمئات وأمرنا (كلوا من طيبات ما رزقناكم)، فصرفناها على هذا الخبيث.. ألا نستحق (التمحيط) الرباني؟
نصحني بعضهم بعلك خاص لترك التدخين يحتوي على النيكوتين، لكن السيجارة أرحم بكثير، تركت النصائح الأرضية.. وتطلعت إلى النصيحة السماوية، خرجت من فندق التوحيد ودخلت من باب الملك فهد.. وتقدمت حتى تبين أمامي البيت العتيق، جلست عند أقرب برّادة ماء زمزم.. وشربت حتى تضلعت، ورفعت يديّ: اللهم إني أحب أن أذكرك بفم طاهر.. فطهرني من خبث التدخين، (وماء زمزم لما شرب له).
مرت فترة بسيطة.. وفي ليلة عدت وقد أجهدتني السيجارة، فقررت الإقلاع عنها إلى الأبد، حدث ذلك منذ 3 سنوات أو أكثر، واليوم أنا أصعد السلم ركضاً، وأعود منه 3 مرات دون أن أفحّ!
وأدخل المسجد بثياب تعط بدهن العود غير المختلط بدخان..