لا أستطيع إلا أن أحمل مشاعر الشفقة تجاه إحدى الزميلات التي تبدو - وهي على أعتاب الستين - أنها كانت في يوم سحيق جميلة وفاتنة ومغرية!
أتأمل كلامها.. فيتضح من طريقة نطقها للحروف أنها كانت في غابر الأيام محط إعجاب الشباب..
أدقق في اختيارات ملابسها.. هناك دلائل ترف قديم.
وما زالت تلبس ملابس تليق بالفتيات، وتسرح شعرها بطريقة المراهقات..
واليوم هي تمر بملامح غزتها تجاعيد - تحاول أن تقاومها - تقاوم العمر.. إنها تتعامل مع نفسها على أنها مازالت تلك الفتاة الجذابة، وربما لم تشعر أنها كبرت أكثر مما تتصور.. ولا تدري أن لكل وردة عمرا.. ومتى ما ذبلت فقد انتهى تأثيرها..
الجمال يصبح مدعاة شفقة عندما يذوي!
ويصبح موجعا عندما يكون في بلاد كانت ساحرة وجميلة وراقية وأنيقة ورقيقة، فلعب معها الزمن لعبته.. فغزاها بالهموم والتجاعيد..
ويصبح الأمر مؤلما أكثر وأكثر.. عندما لا تحس هذه البلاد بما حدث في وجهها.. ولا تشعر أن الأضواء انتقلت منها إلى بلدان تزينت بأبهى الحلل.. فأصبحت هي نجمة العرس!
يا لك من عروس.. خطفها الأشرار ليلة عرسها!