الخميس، 26 يناير 2012

زائرة الفجر..



علي المسعودي




ضع قلبك على توقيت الشتاء البيولوجي.. ونم على موعد الابتهال السماوي.
فجرا.. سيوقظك الحنين حتما.. لتخلو بحبيبك .
لن تحسب إن كنت نمت كثيرا أو قليلا..
سيكون للهدوء حكاية..
هدوء النفس، طمأنينة المكان.. سكون البشر.. صمت الشجر، صوت الطيور.. غفوة العيون، وهمس الأنفاس.. والأمنيات التي تنهض!
تخطو بحذر لتتوضأ.. ماء منعش تشعر به يتسلل من وجهك إلى روحك.. روحك تغتسل بماء الفجر، حتى تصبح أشبه بطائر الجنة الأخضر.. أغصانك الغيوم وثمارك النجوم، وأجنحتك الريح، 

فتحط حيث حطت الأقمار في الليالي البهية.
ستسمع أعذب صوت وأشجى نداء، وأبدع قول، وأروع كلام يدعوك لتقترب، يحثك لتستجيب، يؤملك لترجو.. يملؤك بالبهجة..


(حي على الفلاح.. حي على الفلاح).
(الصلاة خير من النوم.. الصلاة خير من النوم)


ستذهب إليه لتشكره..

وهبك بيتا دافئا، وعافية وقوة، أعطاك أمانا، منحك المال والولد والوظيفة والقراءة والعقل.. وأنجاك من شرور نفسك كثيرا!
في الطريق تتلمس الأشياء حولك في ليل كأنه يومض بشعاع الإيمان فترى بنور البصيرة لا بالبصر.. يأخذ فكرك الملكوت، فتسبح في آلاء العظيم، وتبتسم لأن عينا ترعاك حولك دوما لا تنام..
تدخل في بهجة صلاة الفجر.. وتسجد سجدة طويلة لذيذة عميقة صادقة، تغسل أدران نفسك بدمع الحب والحزن والأمل، وتشع أطرافك بالخير.. وتتعبأ جوانجك بالرضا.
تعود إلى فراشك وقد وقعت مع ربك عقد حماية ووقاية إلى المساء (أنت في ذمة الله يوما كاملا) لأنك افتتحت اليوم بصلاة الفجر، أروع الصلوات.. وتقول: يا حي يا قيوم أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

محوت كل ارهاق يوم مضى، وافتتحت آمال يوم سيأتي..
هنيئا مريئا لك هدية الرحمن لك: صلاة الفجر.. (لا طاب نوم اللي حياته خسارة)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق