الجمال.. يتشهى المال، والمال يستدرج الجمال..
لعبة قديمة يلعبها طرفان يتفقان اتفاقا مبطنا أن العلاقة أولا وأخيرا هي علاقة (خذ وهات)، ولكنها عندما تنكشف تتحول إلى جريمة أو مشروع جريمة.
ولنبدأ الحكاية من البداية: لقد ملت الفتاة الصغيرة من حالة الفقر التي تعيشها على أطراف الحياة، تطالع جمالها وتتحسر.. وتشاهد في التلفزيون عشرات الفتيات ممن هن أقل منها جمالا يحظين -بسبب الشهرة- بالمال والمعجبين والأضواء، وتقرر أن تظهر.. تظهر المفاتن بالتدريج.. سيأتي حتما المال قريبا.
مع كل فتنة تظهر تقترب من الهدف أكثر، والأجنحة مهددة باللهب، تمر بأكثر من تجربة فاشلة.. شخص يدعي أنه سيوصلها الشهرة التي تحلم بها فتكتشف أنه يستغلها ويستفيد منها ولايفيدها، شخص ينتحل اسم عائلة معروفة لينعم بها فتهجره، لكنها تعرف أنها أصبحت أقرب إلى ذي المال، إنها تشعر به حولها.. تسمع حفيف أمواله، تشعر بلهفته، تسمع شخيره.. وتحس بجوعه، تكشف أكثر.. في سبيل أن ينتبه إليها.. إنها لا تشترط فيه شروطا فليكن كبير السن.. بشعا لايهم.. فهي لا تبحث عنه، بل تبحث عن ماله، وهاهو يقترب منها، يستدرجها.. يرمي الخيط الأول فينجح (هي توحي أنها تتصرف بسذاجة وهو يمثل أنه
يتصرف بعطف).
يحلم بجسدها.. وتحلم بماله، هو يريد متعة متى ماطلبها وجدها.. ومتى ماذهب عنها انتظرته، ويريد مع الجمال شهرة.. يريد أن يحتضن الشهرة ويفرح بها كما يفرح بالمفاتن.. وهو يعرف تماما أنها لاتريده بل تريد ماله، ولأنه يعي ذلك يمد لها إغراءات ماله.. وهو موافق على طمعها بشرط أن يحصل عليها له.
تقترب الفراشة من الضوء، ويقترب الصقر من الفخ، تقام وليمة اقتران المال بالجسد.. في غياب الأشخاص والأرواح: روح صاحب المال وروح صاحبة الجسد.
وتبدأ حكاية أخرى بعد شهر العسل: يكتشف صاحب المال أن الجميلة المشهورة تزوجته من أجل ماله لاغير، وأنه لاينعم بمشاعرها، وتكتشف صاحبة الجمال أن صاحب المال تزوجها طمعا بجسدها وشهرتها لاغير.. فلا يحتويها بمشاعره.
وعندها.. يبدأ كل منهما في التخطيط لجريمته..