يتلمس شعر رأسه ويقول بصوت متكسر: (هرمنا)
تجاوز الستين.. وعبر حتما الكثير من حواجز الموت والخوف والرعب والتوجس والترقب والتوقع والوجل..
كيف أسعفه القول وهو يتحدث أمام كاميرا قناة تبحث عن خبر سريع كي ينطق هذه الكلمات الموجزة الموغلة في الأوجاع؟ هل كان طوال السنين « يذاكرها».. حتى إذا جاءت اللحظة قالها في الوقت المناسب تماما، في اللحظة المواتية جدا..؟ إنه يقول (هذه فرصتكم أنتم أيها الشباب.. فنحن هرمنا.. هرمنا.. في انتظار هذه اللحظة التاريخية).
هذا يعني أنه منذ تشكل وعيه على الحلم و الواقع حوله.. بدأ في الصمت وشرع في الحلم.. الحلم بيوم حرية سيتنفس فيه غدا.. ويعمل فيه ،والظلام يتسع..لا.. ليس غدا.. بعد غد
والأحوال تسوء.. لا ليس بعد غد.. بعد بعد غد. والظلم يستفحل. ربما بعد عام.. والطغاة يتكاثرون
ربما بعد عشر سنين. أولاده أصبحوا يرون مشاهد الحرمان التي شاهدها. ربما بعد عشرين عاما.. والصبح لا يتنفس.
ستون عاما تمضي بطيئة.. كجنزير دبابة تستيقظ كل يوم على صدره. كم حلم تحطم، كم دمعة ليل انهمرت، كم حسرة وتنهيدة..؟ يا أخي.. (أنت هرمت في الستين).. أما نحن فهرمنا في العشرين