"الأجسام الظاهرة في المرآة تبدو أصغر وأبعد مما هي في الواقع".. عبارة مكتوبة في مرآة السيارة الجانبية.
.. وهكذا هم من حولك، فطالع الأحجام ولا تطالع الأجسام!
البشر أحجام متنوعة.. منهم الصغير، ومنهم الوضيع.. منهم الدنيء والواطي.. و"الطفس".
هناك المتعالي والمتجبر والمتكبر والجاحد والحسود والخبيث..
ومن البشر.. البشوش، السمح، العفيف، النظيف، الشريف والمحب للناس.
ستعامل الجميع، وتصادف الكل، وتتعاطى مع جميع الأنواع.. تجمعك بهم قرابة أو صداقة أو مصلحة أو عمل.
لا تصدق الأحجام الظاهرة في المرآة.. فهناك من يخدعك بمظهره، وهناك من يخدعك بلسانه، وهناك من يخدعك بهدية أو نميمة ينقلها لك.. أو حتى حساب مطعم يدفعه عنك، هناك من يقول لك أعذب الكلام ويقسم على صدق نيته، لكن يجب أن تختبر قلبك من جديد وتطالع المرآة من جديد لتعرف الحجم الحقيقي للجسم الظاهر في المرآة، فالله تعالى أعلم بنفوس البشر، وقد قال عن صنف منهم: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام".
كره الناس مظلمة، واعتزالهم مصيبة، لكن الثقة التامة غباء، والحذر مطلوب، خصوصا مع ذلك النوع الضعيف الذي تدربه على حمل السلاح وتسدي إليه النصائح لكي يفوز وينتصر ويقوى ساعده حتى إذا أعطيته سلاحا لكي يطعن به.. غرزه في خاصرتك.
هل تقول إن الذي رفع شعار القوي الأمين.. غوي قبيض؟!
وقد عرفت أن صوتك أمانة، فبعته لمرشح.. يريد أن يعوض الرشاوى التي دفعها برشاوى يتسلمها.. فلماذا أنت غاضب ومصدوم والسجون مليئة بمن سرقوا هاتفا أو وجبة من مطعم أو صندوق طماطم، أو مئة دينار؟ لكن السجون ذاتها خالية ممن سرقوا الوطن!
ولله في خلقه شؤون!