الخميس، 26 يناير 2012

.. والحاسد في الأرض!









علي المسعودي
@allmasoudi






لمشاكلك حلول أبسط بكثير مما تتصور..
 وأقرب بكثير مما تظن. 
والإدارة الجيدة هي حسن المعاملة والتخطيط الهادئ...والمحبة. 
هناك حل دائما.. وهو حولك عادة.
يحكى أن أحد الحكام أتى إلى مسجون ليلة إعدامه فقال له: غدا إعدامك، وسأعطيك فرصة أخيرة للنجاة، لقد تركت لك في السجن مكانا تستطيع الهرب منه، إذا عثرت عليه فاهرب، وإلا فالحكم سيتم.



فرح المسجون.. وظل يبحث طوال الليل عن المكان السري الذي تركه له الحاكم..
وجد في زاوية غرفة السجن فتحة صغيرة جدا نفذ منها بصعوبة فأوصلته إلى دهليز طويل جدا، ولكنه في نهايته كان مغلقا بجدار عال ومسقوف.
 من أين يخرج؟
ظل طوال الليل يبحث ويفتش في السقف، في الأرضية، على الجدران، وراحت جهوده هباء منثورا.. حتى أشرقت الشمس.. فحضر الحاكم، ووقف أمام الباب الحديدي للزنزانة وقال له: أما زلت هنا؟ لم تعثر على المنفذ إذن!
قال المسجون: لم أعثر عليه، لأنه غير موجود، لم أترك مكاناً إلا وفتشته!
قال الحاكم: ألا تعرف أنني تركت لك باب السجن بقفل وهمي يمكنك أن تفتحه بسهولة!
 ركض المسجون باتجاه الباب.. مسك القفل فانفرط من بين يديه! فكأنه أعدم قبل إعدامه الحقيقي!
لقد كان الباب مفتوحا.. لكن المسجون ابتعد كثيرا في البحث.
لاتبتعد كثيرا.. فقط خذ عدة خطوات إلى الخلف .. كي ترى اللوحة بوضوح.
 الحل دائما قريب منك، حولك، في متناول يدك فلا تنظر إلى أيدي الآخرين.
 كذلك الرزق.. انظر إلى ما في يدك منه ولا تطالع ما في أيدي الآخرين.. لماذا تنشغل عن الاستمتاع بلقمتك بمراقبة اللقمة التي يأكلها من حولك؟..
فما الحسد.. إلا استدعاء ضمني للفقر.. والعوز..
..
(ويا للحاكم الخبيث.. لم يكتف بأن يعدم المسجون، وهو مجرم، بل أراد ألا ينام الليل، ويموت مرهقا.. وغبيا..!)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق